هيئةُ تحريرِ الشامِ تعتدي بوحشيةٍ على طبيبٍ جرّاحٍ في ريفِ إدلبَ، ومؤسساتٌ طبيّةٌ وثوريّةٌ تدينُ هذا التصرفِ الهمجي

قام عناصر إحدى الدوريات التابعة للجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام مساء أمس الثلاثاء بملاحقة أحدِ الأطباء في ريف إدلب الشمالي، لتقومَ بالاعتداء عليه وضربه وإطلاق النار عليه، ومن ثم اقتحام غرفة العمليات التي نقل إليها لتلقي العلاج واعتقاله.

وفي تفاصيل القضية أوضحت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية – سامز” أنّه وخلال قيام الدكتور “عثمان الحسن” بالتوجّه بسيارته من منزله في بلدة الدانا إلى مشفى معرة مصرين لإجراء عمل جراحي عاجلٍ لأحد المصابين مساء أمس الثلاثاء، تعرّضت سيارتُه لإطلاق نار ما أدى لانزياحها عن الطريق، حيث قام بعد ذلك أفراد المجموعة المسلحة بإطلاق النار على السيارة وإنزاله منها، وإطلاق النار على ساقه، وانهالوا ضرباً عليه بالبنادق، ومن ثم قاموا بإسعافه إلى مشفى باب الهوى.

ووفقاً للجمعية فإنّه عند حوالي الساعة العاشرة مساء استقبل مشفى باب الهوى الدكتور “عثمان الحسن” جريحاً، وقد عرّف أفراد المجموعة المسلحة التي اقتادت الطبيب إلى المشفى أنفسهم بأنّهم من القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، وبعد ساعة من العلاج اقتحمت المجموعة الأمنية غرفة العمليات رغم تحذيرات الكادر الطبي أنّ الطبيب المصاب ما زال تحت العلاج، وقاموا باعتقاله بكلّ شراسةٍ واقتياده إلى مكان غير معلوم، وإعادتهِ بعد ساعات من هذا الخطف إلى المشفى.

وقالت الجمعية الطبية “سامز” في بيانٍ لها: “في حين تنشغل الكوادر الإنسانية عموماً والطبية خصوصاً بالاستجابة الإنسانية لنتائج التصعيد العسكري على الشمال السوري، فإنّ تعرّضها لانتهاكات أمنية من هذا النوع يشكّل عائقاً كبيراً جداً أمام استمرار الاستجابة الإنسانية لاحتياجات أهلنا في شمال غرب سوريا”.

وحمّلت “سامز” السلطات المحلية المسيطرة مسؤولية سلامة الكوادر الإنسانية من عمليات الخطف والاعتقال والتغييب القسري وغيرِها من الانتهاكات، وأكّدت “سامز” على إصرارها على الاستمرار في تقديم الخدمات للأهالي في الشمال السوري طالما أنّ ذلك لا يعرّض سلامة الكوادر الإنسانية للخطر.

وفي هذا الشأن، استنكرت “مديرية صحة إدلب” و”منسقو استجابة سوريا” في بيانين منفصلين اليوم الأربعاء، عملية التعرّض للكوادر الإنسانية في مناطق الشمال المحرَّرِ، من قِبل “هيئة تحرير الشام”، وذلك بعد حادثة الاعتداء على الدكتور “عثمان الحسن” يوم أمس وتعرّضه للضرب المبرّح من قِبل عناصر الفصيل.

وكان قد أثار اعتقالُ الطبيب وطريقةُ التعاطي معه، حالةَ استهجانٍ كبيرة في الأوساط الطبية وبين النشطاء، حيث أعلنت عدّة صيدليات ومشافي ومؤسسات طبية في ريف إدلب تعليقَ عملها بسبب طريقة الاعتداء على الطبيب والتعرّضِ للكوادر العاملة في المجال الإنساني.

هذا وكان تعرّضُ العديد من الأطباء سابقاً لعمليات خطف، كشفت بعض العمليات عن تورّط عناصر من هيئة تحرير الشام بها، ولاسيما في مدينة إدلب، وسبق أنْ تعرّض عددٌ من الأطباء للاعتداء الجسدي وإجبارهم على دفع مبالغ مالية بملايين الليرات للإفراج عنهم.

يُذكر أنّ الدكتور “عثمان الحسن” من مواليد 1981، وهو طبيب جراحة عظمية خريج جامعة حلب، متزوج وأب لثلاثة أطفال يعمل في مشفى الشهيد “محمد بظ” في معرة مصرين والذي تدعمه “سامز”، وهو من سكان وأهل منطقة الدانا وكان قد عمل في حلب المحاصرة حتى التهجير في نهاية عام 2016، حيث انتقل إلى مشفى معرّة مصرين ليعمل بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى