وباءُ “كورونا” يتفشّى في البوكمالِ ونظامُ الأسدِ يحجرُ المصابينَ داخلَ مصحٍّ عقليٍّ

استفاق أهالي مدينة البوكمال لليوم الثاني على التوالي على استنفار للميليشيات الإيرانية، وذلك بعد ظهور كتابات مناهضة لإيران وميليشياتها، حيث مُلئَت جدرانُ عددٍ من المدارس والمنازل في مختلف أرجاء المدينة وتكرّرت فيها عبارات «الكورونا أفضل من إيران»، و»البوكمال حرّة وإيران تطلع برة».

الأمر الذي دعا الميليشيات الإيرانية إلى فرض طوق أمني في المدينة دام لساعتين منذ الصباح الباكر، وبعدها قاموا بشطب تلك العبارات، حيث أنّ هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تظهر فيها هذه العبارات والتي ظهرت للمرّة الأولى يوم 21 من الشهر الماضي، ومن ثم عادت للظهور ليلة الاثنين المنصرم وتكرّرت الثلاثاء.

وتأتي هذهِ العبارات في ظلّ تفشّي فيروس كورونا المستجِد في سوريا في أوضاع كارثية تعاني منها البلاد، حيث كانت قد تصدّرت إيران قائمة بلدان المنطقة المتضرّرة من الفيروس والذي حصدَ الآلاف من أرواح الإيرانيين إلى الآن.

ويتّهمُ ناشطون سوريون إيران بنقل الفيروس إلى سوريا عبْرَ ميليشياتها المنتشرة في أرجاء البلاد حيث تعتبر مدينة البوكمال شرق ديرالزور مركزاً لها، ووفقاً لمصادر محلية فإنّ ما يقارب الثلاثين إصابة بكورونا تمّ توثيقها بين مقاتلين يتبعون لميليشيات في الحرس الثوري الإيراني في البوكمال وتمّ نقلهم على دفعات إلى مركز للحَجر الصحي للمصابين بكورونا أنشأتهُ الميليشيات بالتعاون مع نظام الأسد في منطقة «عياش» في ريف ديرالزور الغربي، وهو عبارة عن مصحّة عقلية سابقة، تمّ تحويلها لمشفى للمصابين بكورونا.

كما أضافت المصادر بأنّ مدينة البوكمال تشهدُ حظراً للتجوّل فرضته سلطات النظام بالتعاون مع الميليشيات، من أجل منع انتقال كورونا بين السكان، حالها كحال مدينة ديرالزور وباقي المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد، ويبدأ حظرُ التجول من الساعة 2.00 ظهراً وحتى صباح اليوم التالي، ويقوم بفرض غرامات مالية للمخالفين بدءاً من 15 ألف ليرة في أول مخالفة و500 ألف في حال تكرار المخالفة.

ورغم الحظر في سوريا والذي تفرضه سلطاتُ النظام فإنّ معبرَالقائم الحدودي مع العراق لازالت الحركةُ فيه مستمرّةً، وعملياتُ نقلِ البضائع القادمة من العراق تجري على قدمٍ وساق، كذلك لازالت حركة الميليشيات مستمرّةً اذ تتنقل بحرية تامة من العراق لسوريا وبالعكس.

وكانت مناطق النظام قي دير الزور قد عاشت هذا التوتّر بسبب اللافتات التي تتهجم على الشيعة وإيران، في 21 من الشهر الماضي أيضاً، حيث نُشِرتْ حينَها شعاراتٌ مشابهة مثل «إيران هي الكورونا»، وأخرى تستهدف الشيعة، ويسود المجتمعَ المحلي في دير الزور حالةُ غضبٍ من الميليشيات الإيرانية المساندة لنظام الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى