المجلسُ الإسلامي السوري يُعلّقُ على فضِّ “تحريرِ الشامِ” للاعتصامِ في إدلبَ
علّق “المجلس الإسلامي السوري” على فضِّ الاعتصام في مدينة إدلب من قِبل الجهازِ الأمني التابعِ لـ”هيئة تحرير الشام”.
وقال المجلس في بيانِ أمس الأربعاء، إنَّ مجموعةً تابعةً لما يُعرف بالجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام قامت بفضِّ الاعتصام الذي قام به أبناءُ شعبنا للمطالبة بحقوق مشروعة.
وأشار إلى أنَّه كان من المفترض أنْ يستمعَ إلى هذه المطالبِ المحقّة ومناقشتُها بدلاً من قمعِها بالطرق الوحشية التي تذكّرنا بتعامل النظام المجرم مع المظاهرات السلميّة في أيام الثورة الأولى، والتي كانت سبباً لاشتعال الثورة في كلِّ المدن والقرى والميادين والساحاتِ العامة.
وأدان المجلسُ الإسلامي السوري هذا القمعَ، مشدّداً على أنَّ سياسةَ التغلّبِ والقهر سوف تعود على الجميع بالضرر والوبال، وأنَّ الشعبَ السوري لم يقمْ بثورته ليستبدلَ ظالماً بظالم ولا طاغية بطاغية، وإنَّما قام لتحقيق مطالبِه بالحرية والعدالة والعيش الكريم، وإنَّ الاستخلافَ في الأرض لا يعني تغييرَ الوجوه والأقنعة مع بقاء الظلم والاستبداد.
واعتبر المجلس، أنَّ الذين يُقمعون في الساحات والاعتصامات هم شركاءُ في الثورة والتحرير ولهم الحقُّ في المشاركة بإدارة شؤون المناطق المحرّرةِ بالطريقة التي تحقّق العدالةَ والاستقرار بعيداً عن الأثرة والفوضى وانعدامِ الأمن.
وطالب بألا تُتّخذَ “شماعة الفوضى” ذريعةً لقمع المصلحين وتكميم أفواه المطالبين بحقوقهم، مبيّناً أنَّ هذه الذريعةَ التي دندن عليها النظامُ المجرم وزبانيتُه من المتملّقين والمأجورين.
ولفت إلى أنَّ سياسةَ “الأسد أو نحرق البلد” تتكرّر بأسماءٍ ووجوه جديدة.
وطالب المجلسُ من المشايخ وطلابِ العلم والخطباء وكلِّ الناشطين المدنيين أنْ يتّحدوا ويتحرّكوا لهدف واحد هو رفعُ الظلم وإسقاطُ الاستبداد، ولا يتحرك بعضُهم لمصالح خاصة.
كما طالب سلطةُ الأمر الواقع بتلبية المطالبِ العادلة لهؤلاء المعتصمين إذا كان لديها أثرةٌ من حكمة، وعلى رأس تلك المطالبِ إطلاقُ سراح المعتقلين والكشفُ عن مصيرهم، وإيقافُ التعذيب في الأقبية والمعتقلات السرية، ومحاسبةُ المتورّطين بهذه التجاوزات، وإقامةُ نظام قضائي عادل، وإيقافُ الأتاوات والمكوس والاستئثارِ بالمال العام.
وثمّن المجلسُ ما يقوم به الشعبُ السوري “الذي يثبت في كلِّ موقفٍ شجاعته بتمسّكه بحقوقه المشروعة والتعبير عنها بطرق سلميّةٍ منضبطةٍ، والحفاظ على مكتسبات الثورةِ ومؤسساتها، وعدم انجراره إلى دوامة العنفِ التي تخدم المستبدَّ الذي لا يتورّعُ عن الدماء ولا الحرمات”، وِفقَ نصِ البيانِ.