الهلالُ الأحمرُ التركيُّ يرسلُ أولى قوافلِ المساعداتِ الإنسانيةِ إلى مدينةِ تلِّ أبيضَ
أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي “كرم قنك”، إرسال أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى مدينة “تل أبيض” ، بعد تحريرها من ميليشيا “قسد” في إطار عملية “نبع السلام”.
ونقلت وكالة “الأناضول”، عن “قنك” قوله, إنّ الهلال الأحمر أرسل اليوم الثلاثاء، شاحنتين كبيرتين وثالثة صغيرة إلى تل أبيض في إطار خطّة لتقديم مساعدات غذائية وصحية لأهالي المدينة.
وأضاف أنّ الهلال الأحمر كجهة فاعلة في المجال الإنساني ضمن العملية، يعمل بجهد لحماية المدنيين، وتوصيل المساعدات دون توقّف للمنطقة، وتأسيس السلام على المدى القريب والبعيد، لتوفير الظروف المناسبة لتشجيع عودة الأهالي.
ولفت “قنك” إلى أنّ الهلال الأحمر التركي يمرّ حاليًا في مرحلة طارئة، ويعمل جاهداً لتلبية حاجة المحتاجين بشكلٍ فوري.
وأشار إلى أنّ المساعدات الإنسانية كانت تدخل منذ عام 2011 إلى داخل سوريا عبر 6 معابر حدودية، وتمّ تعزيز ذلك بمعبرين إضافيين، وهما “أقجة قلعة” و”جيلان بيلان”، لتلبية احتياجات الأشقاء في سوريا.
وأضاف “قنك” أنّ مؤسستي الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين يجتمعان الثلاثاء في المنتدى العالمي للعمل الإنساني بمدينة إسطنبول، لبحث سبل مواصلة المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراعات، وفي مقدمتها سوريا.
وعن الإستراتيجية التركية للعمل الإنساني في الداخل السوري، قال “قنك” إنّ “الهلال الأحمر يعمل منذ عام 2011 في المنطقة، وبات نموذجاً للعمل في توزيع المساعدات، بالتوازي مع وزارة الصحة التي تمتلك 6 مستشفيات و34 مركزاً طبياً و ألفين و300 موظفٍ هناك”.
ووضّح أنّ مؤسسته تتعاون أيضاً مع وقْفِ “معارف” الذي لديه نحو 10 آلاف مدرّس هناك.
وتابع بالقول: “عملنا في سوريا لا يقتصر على مساعدات غذائية، بل خدمات متواصلة، ستشمل أيضاً المنطقة الآمنة المنتظر إنشاؤها”.
ولفت “قنك” إلى أنّ فروع الهلال الأحمر استنفرت لجمع وتوفير المساعدات ونقلها، وأنّ المرحلة المقبلة ستشهد العمل على إعادة أبناء المنطقة الأصليين من العرب والتركمان والأكراد إلى مناطقهم التي هُجروا منها، ثم دعمهم في مرحلة إعادة الإعمار.
وكشف المسؤول التركي إلى أنّ خطة المؤسسة تتمثّل حاليًا في توفير مساعدات متواصلة لـ 50 ألف مدني، على مدى 3 أشهر، بمبلغ 40 مليون ليرة تركية (6.8 ملايين دولار)، وفي المرحلة اللاحقة يتوجّب على المجتمع الدولي تقديم مزيد من الدعم للمنطقة”.
ونفى “قنك” أنّ تكون لتركيا أيَّ أهداف سوى وحدة سكان المنطقة، قائلاً: “هذه الجغرافيا واحدة، من يقيم فيها أخوة، ولا يوجد تقسيم”.
وأردف: “سياسياً تركيا لم تتجاوز الاتفاقيات السابقة في المنطقة، ونفس الأمر حصل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سوريا، حيث يديرها أبناؤها من المجالس المحلية، وهم الذين كانت تمنعهم ميليشيا قسد من إدراتها”.
وتابع: “هناك أطراف منزعجة من تسليم إدارة المنطقة لأبنائها، والمسؤولون الأتراك يقولون إنّ هذه المناطق للسوريين، وعملنا مساعدة الناس، والحفاظ على حياتهم وكرامتهم”.
واستطرد: “أعتقد أنّ العالم العربي يعلم ذلك، والشعوب لا تنصت للتضليل الإعلامي، وتعرف مدى حبّ تركيا لأبناء المنطقة، واليوم الصور تظهر بوضوح ترحيب الناس بالهلال الأحمر التركي، فهم يعرفون من لهم مطامع ومن جاء لمساعدتهم”.
وختم “قنك” حديثه بالقول: “أهل المنطقة أهلنا وأقرباؤنا، ونعمل من أجل أشقائنا السوريين، لكنّ بعض التنظيمات شيّدت بيننا جدران، ونصبت حواجزَ وأفخاخاً وألغاماً، أمّا نحن لا نعمل على تقسيم المنطقة، بل ستتواصل كياناً واحداً قائماً على أساس الأخوّة”.
ويوم الأحد الماضي 13 تشرين الأول تمكّن الجيش الوطني السوري من تحرير مدينة تل أبيض بالكامل وطرد ميليشيا “قسد” منها في إطار عملية “نبع السلام”