الدفاعُ المدنيُّ السوريُّ يستعرضُ الخطواتِ التي قامَ بها للتصدّي لوباءِ “كورونا” .. تعرّفْ عليها..؟
قال “الدفاعُ المدنيّ السوري” إنّ الظروف التي يمرُّ بها الشمال السوي المحرَّر والنقصَ في الخدمات الطبية بسبب التدمير الممنهجِ الذي تعرّضت له المرافق الطبية على مدى سنوات من حربِ نظام الأسد والاحتلال الروسي فرضتْ عليه البدءَ بخطوات جادّة لتوفير جزءٍ من المستهلكات الطبية لاسيما في ظلّ جائحة كورونا
واستعرض “الدفاع المدني” في تقريرٍ له بعضَ الخطوات التي قام بها للتصدي لوباء كورونا, حيث قام بإنشاء معمل لإنتاج الكمّامات، ومعملٍ لإنتاج الأوكسجين باعتبارهما من أكثرِ المستهلكاتِ سواءٌ للكوادر الطبيّة أو للمرضى، بالإضافة إلى الجهود الأخرى من التعقيم والتوعية ونقلِ المصابين ودفنِ الوفيات، متوقّعاً أنْ تكون هذه خطوةً مهمّة نحو تحقيقِ الاكتفاء وتطوير القطاع الطبي بالتوازي مع الجهود التي تبذلها باقي المؤسسات والمنظمات العاملة في الشمال السوري.
وقال إنّه أنشأ خطاً لإنتاج الكمّامات بقياسين (لتناسب الأعمار، والذكور والإناث) وفقَ معايير منظمة الصحة العالمية وهي مؤلفة من ثلاث طبقات، وينتج المعمل يومياً بين 25 ـ 30 ألفَ كمّامة بمعدل شهري يقترب من 700 ألفِ كمّامةٍ، مضيفاً أنّه يعمل 32 متطوعاً لمدة 24 ساعةً موزّعين على 4 زمرٍ، للاستمرار بتأمين أكبرِ عددٍ من الكمامات التي تحتاجها الكوادر الطبية.
وأشار إلى أنّ عددَ الكمامات الموزّعة منذ بداية الإنتاج نحو 2 مليون كمّامة، ويستهدف التوزيع المراكز الصحية والمشافي التابعة لمديريات الصحة في الشمال السوري وقُدِّر عددُ المستفيدين من الكوادر الطبية 7 آلاف شهرياً، إضافة لمتطوعي الخوذ البيضاء والذين يُقدّر عددُ المستفيدين منهم 2600 متطوّعٍ شهرياً.
وجاء في التقرير أنّ “الدفاع المدني” بدأ بالتخطيط مبكّراً لإنشاء معمل الأوكسجين وحتى قبل تسجيل أيِّ إصابةٍ في الشمال السوري, إذ يعتبر الأوكسجين من أهمّ المستهلكات الطبية للمصابين بفيروس كورونا، ومادةً مهمّة في عمل المشافي والنقاط الطبية وقد يعني توفّرُ أسطوانة إنقاذَ حياةِ شخصٍ في خطر، وخاصة الحالات الحرجة.
ونوّه إلى أنّ القدرة الإنتاجية للمعمل كانت ترتبط بالحاجة اليومية ولكنْ بعدَ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري بـ 9 تموز، تمّ رفعها إلى 500 لترٍ يومياً، حيث بلغت الكميةُ المنتجَةُ في شهر تشرين الثاني الماضي 9 آلاف لترٍ معبّأة بأسطوانات مختلفة الأحجام بين كبيرة سعة 50 لتراً وصغيرة سعة 10 لترات، وتتجاوز الكمية التي تمّ إنتاجها منذ تأسيس المحطة 17 ألف لترٍ.
وبحسب التقرير, تمّ توزيعُ أسطوانات الأوكسجين على مشافي الحجْر الصحي ( 7150 لتراً) ومراكز الدفاع المدني السوري بما فيها منظومة الإسعاف (5500 لترٍ)، وللحالات الخاصة من المدنيين الذين يتمُّ حجْرُهم في المنازل (4350 لتراً).
وقال تقرير “الخوذ البيضاء” إنّه ومع بدءِ انتشار فيروس كورونا في العالم ودول الجوار بدأت فرقُه بالعمل ضمن الإمكانات المتاحة لمواجهة الجائحة وحماية المدنيين، وأطلقت في 18 آذار حملةً لتطهير وتعقيم احترازية للمرافق العامة والمخيّمات مع حملات توعية سواء بالجولات المباشرة أو عبْرَ الملصقات الجدارية، وتمّ تنفيذُ أكثرَ من 77 ألفَ عملية تطهيرٍ وتعقيمٍ للمنشآت الحيوية والمخيّمات في الشمال السوري، حيث تعمل فرقٌ متخصّصة على تطهير المرافق العامة والمخيمات، وتكرّر تطهيرها لاسيما التي تشهد كثافةً عالية للمدنيين كالمشافي والمدارس والمساجد.
وبالتوازي مع عمليات التطهير بدأت فرقُ الدفاع المدني بتنفيذ حملات توعوية وتقديمِ إرشادات وقائية للمدنيين، بهدف الوقايةِ من فيروس كورونا ومنعِ انتشاره، ونفّذت الفرق 17614 جلسةَ توعوية، استهدفت بالدرجة الأولى مخيمات النازحين، المنشآت التعليمية، والمرافق الحيوية الأخرى التي تشهد حركةً للمدنيين فيها، كما نفّذت الفرقُ مئاتِ العمليات الأخرى من وضعِ ملصقات توعوية في الأسواق والأماكن العامة.
وتقوم فرقٌ مختصّةٌ من “الدفاع المدني” بنقل الوفياتِ من مراكز الحجْرِ الصحي والمشافي الخاصة بفيروس كورونا ليتمَّ دفنُها وفقَ إجراءات ومعايير السلامة لمنعِ انتقال العدوى, وذلك وفقَ خطةِ الطوارئ التي تمَّ العملُ عليها بوقتٍ سابق مع مديريات الصحة والمنظمات الطبية بهدف السيطرةِ على الوباء ومنعِ انتشاره.
وأشار التقريرُ إلى أنّ فُرَقَ “الدفاع المدني” دفنتْ منذ تسجيل أول حالة وفاة في 18 آب حتى 14 كانون الأول 355 حالةً، ولا يشترط أنْ يكون سببُ الوفاة للحالات التي تمّ دفنها هو فيروس كورونا، لكنْ باعتبار أنّ نقلها تمّ من المشافي والمراكزِ الخاصة بالفيروس تتخذ جميع إجراءات الوقاية.
وتعمل فرقٌ مختصّة من الدفاع المدني السوري والتي يبلغ عددها 32 فريقاً بالإضافة لفريق مختصٍّ في جميع مراكز الدفاع المدني السوري الموزّعة بالشمال السوري، على نقلِ المصابين بالفيروس أو من يشتبه بإصابتهم من المشافي ومراكز الحجْر الصحي، حيث بلغ عددُ الحالات التي تمَّ نقلها منذ تسجيل أوّلِ إصابة في 9 تموز حتى 14 كانون الأول 1253 إصابةً.
ولايزال الشمال السوري يسجّل بشكلٍ يومي المئاتِ من الإصابات بفيروس كورونا، في ظلِّ استنزافِ القطاع الطبي وعدمِ قدرته على استقبال جميع الحالات الخطرة، وضعفِ التزام المدنيين بإجراءات الوقائية، فيما يفاقم ضعفُ الخدمات وعدمُ القدرة على تطبيق التباعد الاجتماعي بالمخيّمات من زيادة انتشار العدوى بالفيروس.
ويبلغ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس حتى الثلاثاء 15 كانون الأول 18949 حالةً شُفي منها أكثر من 9 آلاف، ووصل عددُ الوفيات 260 حالةً، وذلك وفقَ إحصاءات شبكة الإنذار المبكّر.