القبضةُ الروسيةُ في مرفأ اللاذقيةِ ثقيلةٌ وغيرُ مريحةٍ لنظامِ الأسدِ
استغلّت القيادةُ الروسية حسابات جيوسياسية كي تضعَ يدَها على مرفأ اللاذقية على الساحل السوري، ووجدتْ بغارات الاحتلال الإسرائيلي على الميناء مناسبةً لسحبِ البساطِ من تحت إيرانَ التي كانت تسيطر على المرفأ.
وذكرت صحيفةُ “الشرق الأوسط” في تقرير أنَّ مرفأ اللاذقية باتَ في القبضة الروسية ولم يعدْ الأمرُ مجرّدَ تكهنات، بل إنَّ الشرطة العسكرية الروسية تقفُ على بواباته، وبات ضباطُ قاعدةِ حميميم يتدخّلون في كلِّ شاردة وواردةٍ في المرفأ، من السفن التي ترسو فيه إلى المستودعاتِ والمخازن وما تحتويه من شحناتٍ.
ووصفت الصحيفة وضعَ روسيا يدَها على المرفأ برقصةِ جديدة لـ”الدبِّ الروسي” في المسرح السوري.
وأوضحت أنَّ نظامَ الأسد كان يراهن في السنوات الأخيرة بـ “اللعبِ على حبلين” أو التأرجّح بين حليفين، “روسيا وإيران”، حيث عندما يتعرّض لضغوط كبيرة من الأول يميل إلى الآخر، ويعطي لهذا الحليفَ تنازلاً سيادياً ويعطي للآخر تنازلاً سيادياً آخرَ.
وضمن هذا السياق، تشيرُ الصحيفة، إلى أنَّ خطّةَ نظام الأسد أنْ يعطيَ إيران السيطرة على مرفأ اللاذقية قرب قاعدة حميميم الروسية، وأنْ يمنحَ روسيا مرفأ طرطوس المدني والإمدادي.
لكن كان لروسيا حساباتٌ أخرى، فكما عرقلت موسكو تنفيذَ عددٍ كبيرٍ من الاتفاقات ومذكّرات التفاهم الاقتصادية الموقعة بين إيران ونظام الأسد في 2017، استغلّت روسيا حسابات جيوسياسية كي تضعَ يديها على مرفأ اللاذقية، إذ إنَّها وجدت في الغارات الإسرائيلية عليه مناسبةً لتسحبَ البساط من تحت إيران.
حيث أنَّ القصف الإسرائيلي على المرفأ قبلَ أسابيع، غيَّر بعض الحسابات، وقيل وقتها إنَّ القصف استهدفَ أسلحةً من إيران إلى ميليشيا “حزب الله”، كما قيل أيضاً إنَّ القصفَ جاء بعلمٍ أو بعدمِ اعتراضٍ روسي، خصوصاً في ضوءِ التفاهمات العسكرية الصلبة بين الرئيس الروسي ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في 22 تشرين الأول الماضي.
وترى الصحيفةُ أنَّ طهران أرادت ربطَ مرفأ اللاذقية بحساباتِها الإقليمية والدولية، وكذلك موسكو تريد ربطَ هذا الملفَّ بحساباتها بالشرق الأوسط والعالم، مشيرةً إلى أنَّ مساعيَ نظامِ الأسد للتوفيق بينهما لم يعدْ ممكناً الاستمرارُ فيه.
وختمتْ الصحيفة أنَّ قبضةَ بوتين في مرفأ اللاذقية ثقيلةٌ وغيرُ مريحة لنظام الأسد ومربوطة بـ”رقصاته الكبرى” في مسارح الشرقِ الأوسط والعالم، واستشهدتْ بمثل روسي يقول، “إذا دعوتَ الدبَّ إلى الرقص، فالذي يقرّرُ موعدَ انتهاء الرقصِ هو الدبُّ (الروسي)، وليس أنتَ (السوري)”.