والدُ أحدِ ضحايا مجزرةِ “التضامنِ” يطلبُ من المجتمعِ الدولي إنصافَ الضحايا والكشفَ عن مصيرِ المختفينَ
طلب والدُ أحدِ ضحايا مجزرة حي التضامن في دمشقَ من المجتمع الدولي إنصافَ الضحايا والكشفَ عن مصير المختفين، وألا تكونَ المجزرة “مجردَ حادثة جديدة” في سجّل جرائمِ نظام الأسد.
اللاجئ الفلسطيني “عمر صيام”، تعرّف على ولده “وسيمِ صيام” من خلال الفيديو المسرَّب الذي نشرته صحيفةُ الغارديان البريطانية في نيسانَ الماضي.
وطالب “صيام” في كلمةٍ مُصوّرةٍ وجّهها لمجلس حقوق الإنسان التابعِ للأمم المتحدة، خلال جلسةِ نقاشٍ حول سوريا، تحت البندِ الرابع من جدولِ أعمالِ المجلس في دورته الخمسين، بـ”العملِ على محاسبة مجرمي الحربِ وإعادة المختفين قسرياً قبلَ فواتِو الأوان”، متسائلاً، “هل ستنصفونَ ولدي والضحايا الآخرين وتعملونَ على تحقيق العدالة، أم إنَّ الحادثةَ ستكون مجردَ حادثة جديدة تُضاف إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبتْها قواتُ الأسد؟”.
وأضاف في كلمته التي ألقاها ممثّلاً عن مركز العودةِ الفلسطيني، مخاطباً ابنَه، “منذ اللحظةِ التي خرجتَ فيها من البيت ولم تعدْ، اشتعلتْ في قلوبنا نارُ فقدِك، وتغيّرت حياةُ العائلة بأكملها، ولم أعدْ أجد إجابات لبناتك عن سببِ غيابك”، واصفاً الفيديو الذي يوثّق المجزرةَ بأنَّه “صادمٌ ومفزِعٌ”.
وتابع، “رأيتك معصوبَ العينين ومقيّدَ اليدين، أجبروك على الركض نحو حفرة الإعدامِ إلى جانب ضحايا آخرين. كذلك أشعلوا النار في أجسادكم. هذه الجريمةُ البشعة مخزيةٌ”.
وخاطب أعضاءَ مجلسِ حقوق الإنسان قائلاً، “هذه فرصةٌ للفت انتباهِكم إلى الإعدامات الجماعية التي وقعت في منطقة التضامنِ المجاورة لمخيم اليرموك. هناك دليلٌ قاطع على أنَّ عشرات الأشخاص (من اللاجئين الفلسطينيين) من المختفين قسرياً منذ عامِ 2012 قد لاقوا ذاتَ المصير”.
وتساءل “عمر صيام”، “هل سترفعون صوتَكم من أجل ابني والضحايا الآخرين، أم ستديرون ظهرَكم عن مثل هذه الانتهاكاتِ التي ارتكبتها قواتُ الأسد؟”.
وأضاف، “آمل أنْ تتخذوا خطواتٍ جديّةً وعاجلة لجلب مجرمي الحرب للعدالة، والضغطِ لإطلاق سراح المختفين قسرياً في سوريا قبلَ فوات الأوان”.
ووثقت “مجموعةُ العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، إعدامَ 16 لاجئاً فلسطينياً على يدِ قوات الأسد في حيّ التضامن، بالإضافة إلى فقدانِ مئات الفلسطينيين في المناطق المحيطةِ به، كما قدَّم مركزُ العودة الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، تقريراً مكتوباً موسّعاً حول مجزرةِ حي التضامن.