نقابةُ المهندسينَ الأحرارِ تصدرُ نتائجَ أوليةً لأضرارِ الزلزالِ في إعزازَ وعفرينَ
أصدرت نقابةُ المهندسينَ السوريين الأحرار تقييماً أوليّاً للمباني والمنشآت في منطقتي عفرينَ وإعزازَ بريف حلب، والتي تأثّرتْ في الزلزال الذي ضربَ جنوبي تركيا وشمالَ غربي سوريا في 6 شباط الماضي، كما قدّمت بعضَ التوصيات للحدِّ من الكارثة.
جاء ذلك خلال فعاليّةٍ نظّمتها النقابة بالشراكة مع مؤسسةِ رحمة بلا حدود في مدينة إعزازَ بريف حلب الشمالي، تضمّنت الفعاليةُ عرضَ تفاعليٍّ حول نتائج عمليات المسحِ والتقييم للمباني والمنشآتِ بعد كارثةِ الزلزال.
وخلال الفعالية، دار نقاشٌ مفتوحٌ بين المهندسين والحضورِ حول العوامل التي تسبّبتْ بالدمار الواسع في مدينة جنديرس، وأهميةِ استشارةِ المختصّين قبل أي عملية ترميم للمنازل المتصدّعة.
وأشارت النقابة إلى أنَّها وقّعت مذكّرةَ تفاهمٍ مع مؤسسة “رحمة بلا حدود”، والتي قدّمت التسهيلاتِ والدعمَ اللازم، لجعل العملِ أكثرَ دقّةً وتنظيماً وسرعة، لتفادي حدوث كوارث ما بعد الزلزال.
وأوضحت أنَّ عددَ أعضاء فريقِها التطوعي هو 50 مهندساً موزّعين على عدّةِ لجان، وقد تجاوز العددُ الكلي للمباني التي شملتها عملياتُ المسح الشامل 27732، وما زالت عملياتُ المسح مستمرّةً حتى الآن.
وعرضت النقابةُ خلال الندوة التقريرَ التفاعلي عن آثار الزلزال في المناطق التي أُجريَ فيها المسحُ، ضمن إعزاز ويشمل ذلك المدينةَ نفسَها، ومارع وصوران وأخترين، وعفرين وريفها، بما في ذلك جنديرس.
ووفقاً للتقرير التفاعلي الذي يحدث باستمرار، فقد تفقّد فريقُ المهندسين ما يقارب 25 ألفَ مبنىً، توزّعت المباني على 5 تصنيفاتٍ بعد التقييم.
التصنيفُ الأول، منزلٌ غيرُ متضرّر (9693 منزلاً)، والثاني منزلٌ متضرّرٌ بشكلٍ خفيف (9577 منزلاً)، والثالث منزل متضرّرٍ بشكل متوسط (4540 منزلاً)، والرابع منزلٌ متضرّر بشكلٍ كبير ويحتاج للهدم (891 منزلاً)، والخامس المنازلُ المدمّرةُ (502).
وفي مدينة جنديرس جنوبي عفرين وحدَها، أجرى المهندسون مسحاً لـ 3329 مبنىً، بينها 570 مدمّرة أو آيلةً للسقوط وبحاجة للهدم، إضافة لـ 1219 منزلاً بحاجةٍ للترميم، و842 ذات ضررٍ متوسط.
وبما يتعلّق بحجم الدمار الكبير في جنديرس، نفى المهندسون أنْ تكونَ نوعيةُ التربة لها علاقةٌ بحجم الدمار مقارنةً بغيرها، ولفتوا إلى أنَّ هناك عدّةَ عوامل لعبت دوراً في الدمار داخل المدينة، مثلُ غيابِ الرقابة وسوءِ تنفيذ البناء ونوعيةِ المواد وزيادةِ عدد الطوابق على الحدِّ المسموح به، كما لوحظ وجودُ ثغرات في بعض الأعمدة نتيجةَ تمديد الكابلات الكهربائية داخلها.
رئيسُ لجنةِ السلامة العامة في نقابة المهندسين، المهندسُ سميرُ بويضاني، أوضح لموقع تلفزيون سوريا، أنَّ قوةَ الزلزال عاملٌ رئيسي للدمار، مع سوءِ تنفيذ البناء، حيث إنَّ كميةَ الحديد والإسمنت قليلةٌ وغيرُ مطابقة لشروط الكود العربي السوري لتصميم وتنفيذ المنشآت.
وأشار بويضاني، إلى أنَّ بعضً المدنيين الذين يعملون على ترميم منازلهم في جنديرس وغيرها، ما زالوا على العقليةِ السابقة بأنَّ عاملَ البناء يستطيع مطابقةَ شروط السلامة دون استشارةِ المهندسين، مضيفاً أنَّه عاينَ بعضَ الحالات، واعتبرها مجردَ ترقيع للبناء، وتمَّ إخطارٌ المجالس المحلية بذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
بدوره، لفت المهندسُ الاستشاري في الدفاع المدني السوري، عليُّ حاميش، إلى أنَّ مواد البناء السيئة ما زالت موجودةً في الأسواق بعد كارثة الزلزال، مضيفاً أنَّ البعضَ يستخدم في عمليات تدعيم المنازل مواد إسمنتية لا تصلح لذلك.
ونصح حاميش بتشكيل رقابةٍ هندسية، من قِبل الحكومات والمجالس المحلية، بالتعاون مع نقابةِ المهندسين، للإشراف على عمليات الترميم والبناء في مناطقِ شمالِ غربي سوريا.
وأوصى المدنيين المتضرّرين بالزلزال باستشارة المهندسين والمختصّين قبل شراءِ مواد البناء والحديد، وألا يُرمم المنزل منفرداً دون رقابةٍ أو إشرافِ نقابة المهندسين.