إيرانُ تركّزُ على زيادةِ نفوذِها في الجنوبِ السوري
ركّزت إيرانُ في العام 2023 على زيادة نفوذِها في الجنوب السوري بمحاذاة الحدودِ مع الأردن والجولان السوري المحتل، مستغلةً ضعفَ الوجود الروسي أو انكماشِه في هذه المنطقة الاستراتيجية من سوريا.
وبدأت إيران بنشرِ ميليشيات تابعةٍ لها قبلَ بدءِ العدوان الإسرائيلي على غزّة، لكن مع تواصلِ الحرب فقد سرّعت إيرانُ من وتيرة انتشار مليشياتها و”حزب الله” اللبناني.
ويرى مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية” في دراسة نشرَها في تشرين الثاني الماضي، أنَّ تجنُّب موسكو لممارسة ضغطٍ على طهران هو “أمرٌ مقصودٌ” نظراً لتدهور علاقة روسيا مع “إسرائيل” وتراجعِ التنسيق بينهما في سوريا، مقابلَ تعزيز العلاقة بين موسكو وطهران بعد أن قامت الأخيرةُ بدعم الجانب الروسي بالأسلحة وخاصةً الطائراتِ المسيّرةِ في حربها على أوكرانيا.
ووفقاً للمركز، فإنَّ القواتِ الروسية تنتشر في 9 مواقعَ في الجنوب السوري، مقابلَ 82 موقعاً تنتشر فيها ميليشياتُ “الحرس الثوري” والإيراني و”حزب الله”.
ويقول مديرُ مركز “رصد” العميدُ عبدالله الأسعد، إنَّ الهيكلية العسكرية في الجنوب السوري لم تتغيّر على الصعيد الشكلي، فما زالت قواتُ الأسد تنتشر في مواقع محدّدةٍ ولا يُسمح لها بالانتشار داخل القرى والمدن.
وأضاف أنَّ الذي تغيّر على الأرض هو زيادةُ وجودِ الميليشيات الإيرانية والخلايا التابعةِ لإيران، المسؤولةِ عن عمليات تهريبِ السلاح والمخدّرات إلى الأردن، وِفقَ موقعِ “عربي 21”.
ويتابع الأسعد، بأنَّ خلايا إيران أسست ما يشبه القواعدَ الثابتة على مقربةٍ من الحدود الأردنية في منطقة نصيب الحدودية ومزارعِ السويداء وغيرها لتهريب السلاح والمخدّرات نحو الأردن.
وأكّد الخبيرُ العسكري أنَ بعضَ المناطق الحدودية صارت تعجُّ بالإيرانيين و”الفرقة الرابعة” التي تتبع للنفوذ الإيراني، معتبراً أنَّ “وجودَ إيران في الجنوب السوري تبلور في العام 2023”.