السويداءُ: نظامُ الأسدِ يفتحُ بابَ التسويةِ لعصابةٍ أوغلتْ في القتلِ والخطفِ وطلبِ الفديةِ !!
فتح نظام الأسد باب “التسوية” لعصابة عريقة، تعتبر من أخطر ميليشيات السويداء المسلّحة، مقابل عودة أفرادها إلى “بيت الطاعة” وتنفيذهم لأجندات نظام الأسد في المنطقة بالشكلِ المطلوب منهم، رغم الانتهاكات الواسعة التي مارسوها في الفترة الماضية.
وأفادت مصادر إعلامية بأنّ قائد ميليشيا “حماة الديار” الموالية لنظام الأسد التقى مع أفراد عصابة عريقة، كان معظمهم من عناصره قبل سنوات، وطرح عليهم “تسوية” زاعماً أنّها من ” أعلى المستويات” وبكفالة من مفتي الجمهورية، ووزير شؤون القصر. وتكرّرت اللقاءات بين الطرفين، في عريقة، بحضور وجهاء البلدة.
وأضافت المصادر أنّ قائد “حماة الديار” قدّم ضمانات لأفراد العصابة، بإسقاط الحقّ العام عنهم، وإلغاء جميع إذاعات البحث الصادرة من فروع الأمن، ما عدا الدعاوى الشخصية التي عليهم متابعتها في المحاكم وحلّها بالتراضي.
وأكّدت المصادر أنّ مبعوثاً من رئيس فرع الأمن الجنائي التابع لنظام الأسد في السويداء، حضر أحد الاجتماعات وقدّم تطمينات لأفراد العصابة الراغبين بـ”تسوية أوضاعهم”، وغضّ النظر عنهم، حتى يتمكّنوا من حلّ جميع الدعاوى الشخصية عليهم.
واشترط زعيم “حماة الديار” على أفراد العصابة الراغبين بـ”تسوية أوضاعهم”، وقْف أيّ نشاط لهم بعمليات الخطف والسلب وقطع الطرقات، والتعاون مع أجهزة النظام الأمنية في المنطقة، بما يضمن “عودة الاستقرار الأمني لها”.
كما اشترط عدم استخدام السلاح المتوسط الموجود بحوزة العصابة إلا بأوامرَ من الجهات “المعنية”. وبالتالي تسعى ميليشيا “حماة الديار” لإعادة العصابة إلى كنفها، واستخدامها بطريقة تخدم نظام الأسد، بعدما بثّت الرعب والإجرام في المجتمع.
عرض “التسوية” كشف حقيقة مخاوف تنامتْ لدى أهالي السويداء والوسط الديني الدرزي فيها، من الدور المشبوه الذي لعبه المفتي “حسون” في الأونة الأخيرة، وتدخله بقضايا خطف حلبيين، من خلال تواصله مع زعماء العصابات، للتفاوض معهم على إطلاق سراح مخطوفين.
وأكّد زعيم ميليشيا “حماة الديار” للعصابة، أنّ المفتي نظام الأسد حسون ووزير شؤون القصر، بذلا جهوداً كبيرة سعياً وراء “تسويات خاصة” لأبناء السويداء، وتمّ تكليف أحد مشايخ عريقة، بجمع الأوراق الثبوتية اللازمة لمن وافقوا على “التسوية”، ثم إرسالها إلى دمشق على أن تبدأ الإجراءات خلال فترة قصيرة.
وأوضحت المصادر “المدن” أنّ ميليشيا “حماة الديار” تسعى للعودة بقوة إلى الساحة بعدما تراجع نشاطها بشكلٍ لافتٍ وسحبت سلاح مقاتليها في الريف الشرقي، وقلّصت عدد عناصرها، بأوامر من نظام قبيل أيام من هجوم تنظيم “داعش” الدموي في تموز 2018.
وتزايدت انتهاكات وجرائم عصابة عريقة مؤخراً، وباتت تؤثّر على السويداء والدروز بشكل سلبي، بعدما أوغلت في الخطف والقتل وطلب الفدية، العصابة بدأت مؤخّراً تعترض سيارات مدنية من خارج السويداء، وشاحنات نقل البضائع، على طريق دمشق-السويداء، في ظل تعاون مفضوح من حاجز “مخابرات نظام الأسد العسكرية” في منطقة المسمية، ودفع ذلك شركات كثيرة للامتناع عن إرسال بضائعها إلى المحافظة، أو الاعتماد على “مرافقة عناصر حماية” من فصائل محلية وميليشيات موالية لسياراتها.
كلية الأداب الثانية في بلدة عريقة، كانت أكثر المؤسسات المتضرّرة، إذ اختطفت العصابة 10 طلاب منها في الشهور القليلة الماضية، وأفرجت عن أغلبهم بعد دفع فديات تراوحت بين مليون وخمسة ملايين ليرة سورية، على الفرد الواحد.