الميليشياتُ الإيرانيةُ تتصدّرُ توزيعَ مساعداتِ الزلزالِ في مناطقِ نظامِ الأسدِ
برزت العديدُ من الجهات التي تصدّرت المشهدَ الإغاثي في مناطقِ سيطرة نظام الأسد منذ حدوثِ الزلزال وبدءِ توافدِ المساعدات
الإغاثية، أبرزها مشاركةُ الميليشيات الإيرانية والقواتِ الروسية في توزيع المساعدات دون وجودِ آلية عملٍ واضحةٍ تفصل بينها.
في محافظة حلب، إحدى المدن المتضرّرةِ، يبدو بوضوح حضورُ الميليشيات الإيرانية، ممثّلةً بـ”الحشد الشعبي العراقي”، حيث يشارك رئيسُ أركانِ “الحشد”، عبدُ العزيز المحمداوي بشكلٍ شخصي في توزيع المساعدات وتسليمِها، ويجري جولاتٍ على المناطق المتضرّرة، ويلتقي مسؤوليها، إلى جانب استماعِه لشكاوى المتضرّرين ممن فقدوا منازلَهم جرّاءَ الزلزال، كما زار المحمداوي اللاذقيةَ، والتقى محافظَها، عامرَ هلال.
كذلك زار قائدُ فيلق “القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، إسماعيلُ قآني حلب في 8 من شباط، بعد يومين فقط من وقوع الزلزالِ، في خطوة جرى تفسيرُها على أنَّها جاءت للاطلاع على واقعِ وظروف الميليشياتِ الإيرانية في حلب، ومنها “لواءُ الباقر” وأكثرُ من عشرِ ميليشيات أخرى، وفِقَ باحثين.
رئيسُ وحدة المعلومات في مركز “عمرات للدراسات الاستراتيجية”، نوّارُ شعبان، أوضح أنَّ الميليشيات الإيرانية لعبت الدورَ الأكبر في عملية الاستجابة من بين الفرقِ “غيرِ المدنيّة”، في سبيل استغلالِ الكارثة بغرض الانتشار أكثرَ وتعزيزِ أنواعٍ مختلفةٍ من السيطرة، وفِقَ ما نقل عنه موقعُ “عنب بلدي”.
كما نشطت هذه التشكيلاتُ في الساحل السوري، ويتجاوز عددُها في حلب 14 ميليشيا، عمدتْ إيرانُ إلى إخفاء وجودها على وقعِ الضرباتِ الإسرائيلية المتواصلة، وفِقَ شعبان.
وتوجد ميليشياتٌ في مطار النيرب، ومنها “فاطميون” و”زينبيون”، لكنْ دونَ رفعِ رايات أو صور، بحسب الباحث، خلافًا لما سبق التدخّلَ الروسي عام 2015.
وعلّل شعبان بروزَ حضورِ هذه الميليشيات بالحضور الإيراني على الأرض، ما يجعلُ “من الطبيعي” مشاركتَها في العمل الإنساني والاستجابة، وسيطرتها على العمل الإغاثي في مناطقَ مُحدّدة إرضاءً لأغراضها وغاياتها تحت غطاءٍ إنساني.
وفي الوقت نفسه، شاركت القواتُ الروسية الموجودةُ في اللاذقية “قاعدةَ حميميم”، في توزيع المساعداتِ الإغاثية، وعملياتِ البحث عن ناجين بعد الزلزال، وفق ما نقله إعلامُ نظامِ الأسد الرسمي ووسائلُ إعلامٍ روسية.