انسحابٌ من مناطقٍ وتثبيتٌ في أخرى .. إعادةُ انتشارٍ للقواتِ الأميركيةِ شرقَ سوريا
تسجّل التحرّكات الأميركية الميدانية تناقضاً كبيراً، ما بين الانسحاب من نقاط محدّدة، أو العمل على إنشاء نقاط وقواعد جديدة في مناطق شرق سوريا, في حين تغيّبَ أيُّ بوادر اهتمام لدى الإدارة الأميركية الجديدة بالملفِّ السوري، الذي لم يتشكّلْ إلى الآن الفريق المعني به، وسط ترجيحات ربطِ الملف السوري كملحق، بالملفّين التركي والإيراني. وفي ظلِّ غياب معالم سياسة واضحة لدى إدارة جو بايدن حيال سوريا.
واستكملت الولايات المتحدة إدخالً الأرتال العسكرية في تحضيرات لبناء قاعدة لها في قرية “عين ديوار” في ريف المالكية, وذلك بعدَ أقلَّ من يومين على انسحابِ رتل أميركي بمعداته الكاملة من نقطة مستحدَثةٍ في منطقة “تلّ علو” في ريف اليعربية شمال شرق محافظة الحسكة.
وأكَّدت مصادر أنَّ “تحرّكات لافتة تشهدها منطقةُ عين ديوار على مثلّث الحدود السوري – التركي – العراقي، مع نقلِ معدّات لوجستية وعسكرية إلى المنطقة”.
وقدّرت المصادر أنَّ “التحالف يعتزم نقلَ جزءٍ من قواته الموجودة بالقرب من مناطق انتشار النفط في رميلان والشدادي، باتجاه قاعدة جديدة في عين ديوار”، وذلك تطبيقاً لقرار وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وقفَ حمايةِ المنشآت النفطية في سوريا.
وأضافت أنَّ “الأميركيين يريدون استثمار الموقع الجغرافي لعين ديوار المطلِّ على مرتفعٍ يشرف على مساحات واسعة من الحدود السورية مع تركيا والعراق، لتحويله إلى قاعدة جديدة لهم في المنطقة”.
ويأتي هذا التحرّكُ الأميركي بعد عدّةِ محاولات قامت بها قوات الاحتلال الروسي لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقتي “عين ديوار ودير غصن” في ريف المالكية، بهدف الوصول إلى مناطق انتشار النفط في الحسكة, لكنَّ محاولات الاحتلال الروسي قوبلت بالرفض, ونجحت احتجاجات الأهالي في منعِ أيِّ تمركز روسي هناك.
ويرى مراقبون أنَّ اختيار الولايات المتحدة لمنطقة “عين دوار” على أنَّه لقطع الطريق أمام الاحتلال الروسي للتمدّد باتجاه مناطق النفط الاستراتيجية, وللحفاظ على الوجود الأميركي لأهداف من المتوقّع أنْ تعلنَها لاحقاً الإدارةُ الجديدة.