بتواطؤٍ من نظامِ الأسدِ .. روسيا تجنّد آلافَ السوريينَ كمرتزقةٍ للقتالِ في ليبيا إلى جانبِ “حفتر”
كشف تقرير لمنظمة حقوقية عن قيام شركات أمنية روسية وبالتواطؤ مع نظام الأسد بتجنيدِ آلاف المقاتلين والمدنيين السوريين كـ”مرتزقة” للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات الانقلابي الليبي “خليفة حفتر” ضدّ قوات حكومة الوفاق المعترف بها شرعياً.
ولفتت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، إلى أنّ الشركات الأمنية جنّدت ما لا يقلّ عن 3 آلاف مقاتل سوري، من مختلف المحافظات السورية, وأنّ عمليات التجنيد بدأت في أواخر العام الماضي في مدينة السويداء، وانتقلت فيما بعد إلى القنيطرة ودرعا ودمشق وريفها وحمص وحماة، والحسكة والرقة ودير الزور.
ونوّهت المنظمة إلى أنّ المعلومات التي حصلت عليها تشير إلى أنّ عقود التجنيد تمّت بموجب رواتب مالية تتراوح ما بين 800-1500 دولار، بالإضافة إلى مغريات أخرى، مثل “شطب” أسماء المتورّطين في قضايا أمنية (مطلوبين لنظام الأسد) وإعفاءات من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في صفوف قوات الأسد.
وأشار التقرير استناداً على شهادات من مكان الحدث، إلى تخصيص الشركات الروسية رواتب مالية تبلغ 800 دولار أمريكي للمتطوع في حماية منشآت النفط الليبية، في حين يتقاضى المتطوّعُ المقاتلُ على الجبهات مبلغ 1500 دولار أمريكي، وفي حال الإصابة يحصل المتطوع على راتب دائم بعد تلقيه العلاج.
ونوّه التقرير إلى أنّ غالبية عمليات التجنيد تتمّ تحت إشراف شركة “فاغنر” الأمنية الروسية، وذلك بالتعاون مع وكلاء محليين، من الموالين لنظام الأسد.
ووثّق التقرير حالتين لطفلين ما دون سن 18 عاماً في دير الزور، كان قد تمّ تجنيدهما ونقلهما إلى ليبيا دون علم ذويهما في أيار 2020، في حين نقلت المنظمة عن أحدِ المصادر المطلّعة على القضية في دير الزور، بأنّ هنالك ثلاثة أطفال آخرين، تمّ تجنيدهم أيضاً في الفترة ذاتها.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، تحدّث مصدر محلي آخر للمنظمة عن تجنيد 8 أطفال آخرين ما دون سن 17 عاماً في مطلع أيار 2020، حيث تمّ التعرّف على هويات وأسماء ثلاثة منهم، بينما قال أحد الناشطون الإعلاميون في القنيطرة بأنّه تمّ تجنيد 12 طفلاً آخراً من بلدة “ممتنة” في ريف القنيطرة، تتراوح أعمارهم ما بين 14-17 عاماً.
وأوضح التقرير أنّ المقاتلين من أبناء الجنوب “السويداء، درعا، القنيطرة، دمشق وريفها”، يتمُّ نقلُهم إلى مقرّ قيادة “الفرقة 18″، في حمص، حيث يتمُّ إخضاعهم لدورة تدريبية، قبل أنْ يتمّ نقلهم إلى مطار دمشق الدولي برّاً، ومنه إلى حميميم.
وفي الحسكة، أشار التقرير إلى تجميع المقاتلين في مقرّ “الفوج 154” جنوب القامشلي، ومنه إلى مطار القامشلي، ويتمّ نقلُهم جواً إلى مطار قاعدة حميميم جواً، في حين يتمّ نقلُ المقاتلين من حمص وحماة إلى قاعدة حميميم.
وتتولى شركة “أجنحة الشام” نقلَ غالبية المقاتلين إلى ليبيا، إلى جانب شركات طائرات عسكرية روسية، وتهبط الرحلات في مطار “بنينا” ببنغازي، وكذلك في قاعدة “الجفرة”، ومطار “بني وليد”، وقاعدة “الخادم” شرق بنغازي.