عملياتُ تزويرٍ ضخمةٌ في انتخاباتِ “مجلسِ الشعبِ” لصالحِ المُقرّبينَ من إيرانَ

كشفت مصادرُ من مندوبي قوائم المرشحين المستقلّين لانتخابات أعضاءِ “مجلس الشعب” التابعِ لنظام الأسد، التي جرت في دمشق، وأخرى واكبت عن قرب عمليةَ الاقتراع، أنَّ عملياتِ تزوير ضخمةٌ حصلت خلال عملية الاقتراع في العاصمة السورية، معظمُها لصالح “قائمة شام” التي يتزعّمها رجلُ الأعمال محمد حمشو، المُقرّبُ من إيران، حيث أظهرت النتائجُ الرسمية فوزَ كلّ مرشّحيها، في حين لم يفز إلا مرشّحٌ واحدٌ من القوائم الأربع الأخرى.

وتحدّثت المصادرُ عن عدّة أساليبِ تزويرٍ، أبرزها “حصولُ مرشّحي القائمة على قوائمَ بأسماءٍ وبيانات أفراد العائلات التي كانت تستلمُ مساعداتٍ غذائية من برنامج الغذاء العالمي التابعِ للأمم المتحدة، ووضعُ أوراقِ اقتراعٍ بأسمائهم في الصناديق لصالح القائمة، مقابلَ دفعِ مبالغَ ماليّةٍ ضخمةٍ لرؤساء مراكز الاقتراع”.

كما لفتت المصادر أنَّ مسؤولين كبار في نظام الأسد تدخّلوا لمصلحة قوائمَ معيّنةٍ، حيث تدخّل وزيرُ الداخلية في حكومة النظام لصالح “قائمة شام” عبرَ الدفعِ بعناصر الشرطة للتصويت للقائمة، بينما تدخّلت المسؤولةُ في القصر الرئاسي، لينا كناية، لمصلحة “قائمة دمشق” التي يتزعّمُها زوجُها همام مسوتي، وِفق ما نقلته صحيفةُ “الشرق الأوسط” في تقرير.

ومن الأساليب أيضاً، قيامُ رجالِ أعمالٍ كبار في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق الشمالي، بناءً على اتصالات جرت بينهم وبين زعماء بعضِ قوائمِ المستقلّين، بإرسال عمالهم على متن حافلاتٍ كبيرة إلى مراكز الاقتراعِ للتصويت لمرشحي تلك القوائم، وقد صوّتوا في أكثرَ من مركز، ووصل الأمرُ أنَّهم صوّتوا في 5 مراكز.

وأكّدت المصادر أنَّه في أحد المراكز بريف دمشق، جرى ضبطُ 3 مشرفين على الصناديق، وهم يدوّنون أسماءً وبياناتِ أفراد العائلات التي كانت تأخذ مساعداتٍ، لصالح إحدى القوائم.

واعتبر خبيرٌ سياسي في دمشق أنَّ عملياتِ التزوير التي حصلت بمثابة “فضحيةٍ كبيرةٍ”، وقال لـ”الشرق الأوسط، “يتحدّثون عن أنَّ تكلفةَ الدعاية الانتخابية لـ(قائمة شام) وصلت لأكثرَ من 10 ملايين دولار، والرقمُ منطقي بالنظر إلى الحملة الإعلانيّة الضخمةِ التي قامت بها”.

وأظهرت النتائج فوزَ كلِّ مرشّحي “قائمة شام” التي يتزعّمها “محمد حمشو” الذي يصفه البعض بأنَّه “رجل إيران”، وفي قائمته المرشّح فهد درويش محمود، الذي له صلاتٌ تجاريّةٌ واسعة مع إيران، نائب رئيس “غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة”.

ووفقاً للمصادر فإنّه في مقابل الدور الإيراني في الانتخابات، بدا الدور الروسي غائباً نهائيّاً، لافتةً أيضاً إلى “غياب دورِ سلطات النظام، حيث كانت الفوضى على أشدِّها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى