مصدرٌ كرديٌ مطلّعٌ يوضّحُ فحوى الاتفاقِ التركي الأمريكي حولَ المنطقةِ الآمنةِ في شمالِ سوريا
كشف مصدرٌ كرديٌ مطلّع عن فحوى الاتفاق الأمريكي التركي في شمالِ سوريا، مؤكّداً على أنّ المنطقة الآمنة المتفق عليها ستمتد من نهر الفرات غرباً إلى حدود إقليم كردستان شرقاً، وبعمق خمسة كيلومتر إلى الداخل السوري فقط.
وأضاف المصدرُ الذي رفض الكشفَ عن هويته لموقع “باسنيوز” المقرّب من إقليم كردستان العراق بأنّ “وحدات حماية الشعب الكردية سوف تنسحبُ من المنطقة، وفق مدى الأسلحة التي تمتلكها، موضّحاً أنّ الأسلحة التي مداها 15 كم سوف تبعد إلى عمق 15 كم مع المسلحين، والأسلحة التي مداها 20 كم وهكذا، وذلك لتبديد المخاوف الأمنية التركية”، وفق قوله.
وأكّد المصدر على أنّ “المنطقة الآمنة في شمال سوريا ستصبح ممراً للسلام، وليس مركزاً لجلب اللاجئين السوريين من غير هذه المناطق إلى تلك المنطقة”، مبيّناً أن المقصود بذلك أنّ اللاجئين سيمرّون من هذه المنطقة بأمانٍ وسوف تُفتح المعابرُ الحدودية مع شرق الفرات، وفق تعبيره.
كما أشار المصدرُ إلى أنّ تركيا سوف تكون جزءاً من مركز العمليات في هذه المنطقة المزمع إنشاؤها إلى جانب دول التحالف الدولي، لافتاً إلى أنّ الاتفاق هو موضعُ ارتياح شعبي في شرق الفرات، حيث أنّ المواطنين يبحثون عن الاستقرار أولاً وأخيراً، على حدّ قوله.
وفي سياق متصل، قال “علي مسلم” القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا يوم أمس الأربعاء في تصريحٍ صحفي: إن “المنطقة الآمنة في شرق الفرات ستكون وفقَ ما تسعى إليها أمريكا بحيث تكون الإدارة العسكرية مشتركة بينها وبين تركيا على أنْ تخلوَ هذه المنطقة من أيَّ حضور للوحدات الكردية، فيما ستكون أنقرةُ حاضرةً بقوة سواء اقتصرت المسافة على 15 كم أو أكثر من ذلك”.
وأضاف “علي مسلم” بقوله: “على الرغم من ضبابية الموقف الأمريكي بشأن إقامة المنطقة الآمنة في مناطق شرق الفرات حتى الآن، إلا أنّ الوقائع على الأرض تشير إلى إمكانية إقامتها، لكن ربما لا تكون هذه المنطقة متطابقة لوجستياً مع التطلّعات التركية، لا من حيث العمق ولا حتى من حيث المسافة أو الجهة التي ستشرف على إقامتها”.
وتابع “علي مسلم” بتصريحه قائلاً: “الولاياتُ المتحدة الأمريكية تحاول جاهدةً إقناع الطرف التركي بأنْ تقامَ هذه المنطقة عبرً عملية مشتركة بين الطرفين وأنْ تكونَ بعمقٍ لا يزيد على 15 كم كحدّ أقصى، بينما تحاول تركيا من جهتها أن تستحوذ على الموافقة الدولية بحيث تكون بعمق لا يقل عن 30 كم وأنْ تكونَ تحت إشرافها لوحدها كما الحال في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون”.
يذكر أن وكالة “الأناضول” التركية كانت قد ذكرت أن قوات أمريكية وتركية مشتركة ستتولى مهمة إدارة المنطقة الآمنة بعرض 30-40 كم، والتي ستتم إقامتها على طول الحدود التركية الجنوبية مع سوريا.