واشنطن بوست: نظامُ الأسدِ يكذّبُ.. هو وجلادوه ليسوا في منأى عن “كورونا”
أوردتْ صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً للكاتب “جوش روجين”, جاء فيه أنّه يجب على نظام الأسد إطلاق سراح المعتقلين في السجون، لأنّه إذا أصيب عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في سجون نظام الأسد بفيروس “كورونا”، فسيصل ذلك إلى جلاديهم، وبالتالي فهذه هي الطريقة الوحيدة لينقذَ الجلادون أنفسهم من الفيروس المميت.
وحتى أمس السبت، أعلن نظام الأسد عن وجود 25 حالة إصابة بكورونا، منها حالتا وفاة، لكنّ الكاتب أشار إلى احتمالية أنْ يكون نظام الأسد قد كذّب بشأن الأعداد الحقيقية للإصابات داخل البلاد، مضيفاً أنّها كذبة وقحة وخطيرة.
ويقول “عمر الشغري” أحد ضحايا معتقلات نظام الأسد, لكاتب المقال إنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً في سوريا الذين يعانون أكثر من غيرهم، ربّما على مستوى العالم، هم أولئك الموجودون في أقبية سجون نظام الأسد في سوريا، رغم وجود آلاف النازحين السوريين في حالة بائسة بسبب القصف المتواصل من نظام الأسد وحلفائه.
وبالنسبة للمعتقلين في السجون، ففيروس كورونا هو أكثر ما يقلقهم حالياً، فالزنازين المكتظّة، التي يحشرون فيها كالحيوانات، ولا يخرجون منها إلا لجلساتٍ التعذيب اليومية، قد تكون مراكز لتفشّي الفيروس!
وكان الشغري (الذي قضى أكثر من 3 سنوات في زنازين نظام بشار الأسد في سوريا، وكان عمره 15 سنة) شاهداً على انتشار السل في السجون، وهو مرضٌ أصيب به هو شخصياً، لكن الكاتب يشير أيضاً إلى أنّ معظم السجناء يموتون على أيدي البشر وليس الفيروسات.
وقال الشغري إنّه رأى السجناء وهم يقتلون لأنّهم كانوا يقولون إنّهم مرضى، وذلك في سجن صيدنايا سيّئ السمعة، الذي صنّفته منظمة العدل الدولية بأنّه مسلخ بشري.
ويتابع الشغري: “الأطباء أنفسهم كانوا يقتلون السجناء، فكيف يمكن أنْ تتوقّع من أطباء يقتلون السجناء أنّ يعالجوهم الآن؟ لكن إذا كان فيهم وعي فقد يقولون إنّه يجب أنْ ننقذَ السجناء لإنقاذ أنفسنا”.
ويقول كاتب المقال إنّ على السجّانين أنْ يدركوا أنّه لا يمكن حمايتُهم من الفيروس وتعذيبُ السجناء في الوقت نفسه، فهم يجازفون بالإصابة بالعدوى والموت.
وسينتقل الفيروس بسرعة بين سجون نظام الأسد إذا انتشر في سجن واحدٍ نظراً لشبكة النقل الضخمة التي تنقل السجناء، ما يعرّض الآلاف للموت المحقّق.
ورغم ذلك، يرى الكاتب أنّه لا يمكن لنظام الأسد أنْ يُفرجَ عن السجناء أو أنْ يحميَ سجانيه إلا إذا تعرّض لضغوطٍ قوية من أجل القيام بذلك.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنّ العالم وقفَ متفرجاً لسنوات دون ممارسة ضغط حقيقي على نظام الأسد وهو يشنُّ أبشع الجرائم ضدَّ شعبه، وإذا كان هناك وقتٌ لتأكيد أهمية تلك القضية فهو الآن، وإذا كان لا يمكن إقناعُ نظام الأسد بضرورة إطلاق سراح الأسرى فربّما يدركُ السجّانون أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لهم لينجوا بحياتهم.