الانسحابُ الأمريكيُّ لنْ يشملَ ديرَ الزورِ .. لماذا؟!

أعلن ضباطٌ أمريكيون أنّ قرار انسحاب القوات الأمريكية من مواقعها في سوريا على خلفية العملية العسكرية التركية “نبع السلام”، لن يشملَ محافظة دير الزور.

واجتمع ضباط أمريكيون مع وجهاء عشائر في دير الزور في حقل العمر النفطي الذي تتّخذه القوات الأمريكية مقرّاً لها، وأكّدوا أنّ قرار الانسحاب من سوريا لا يشمل محافظة دير الزور، وأنّهم يواصلون البقاء فيها.

وتتمركز القوات الأمريكية في مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” في دير الزور، المحافظة الأغنى بحقول النفط والغاز في سوريا.

ومن جهته أعلن وزير الدفاع الأمريكي، “مارك إسبر”، الاثنين الفائت أنّ سحب القوات الأمريكية جاء على خلفية رفض واشنطن “الانخراط في قتال مع تركيا الحليف القديم لحلف شمال الأطلسي نيابة عن ميليشيا (قسد)”.

وأطلق الجيش التركي، في التاسع من تشرين الأول الجاري عملية “نبع السلام” في منطقة شرقي نهر الفرات شمال سوريا، بمشاركة الجيش الوطني السوري، وذلك بهدف ملاحقة ميليشيا “قسد” وتنظيم “داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتعليقاً على استمرار التواجد الأمريكي في دير الزور، استبعد الخبير العسكري أحمد الحمادي في حديث لـ “عربي 21” أنْ تقومَ القوات الأمريكية بالانسحاب بشكلٍ كاملٍ من مناطق شرق الفرات، عازياً ذلك إلى أنّ أيَّ انسحاب أمريكي سيتناقض مع الأهداف المعلنة للتواجد في تلك المناطق.

ولفت إلى أنّ القوات الأمريكية لم تباشر انسحابها الكامل من شرق الفرات، ولا زالت هناك قواعد لها خاصة بها في مناطق العمر والكونيكو والتنج في دير الزور وغيرها من القواعد العسكرية الأمريكية في تلك المنطقة.

وأشار إلى أنّ أمريكا تضع في حساباتها أنّ وجودها هناك مرتبط بمنع إنشاء ممر الاحتلال الإيراني، وتقول إنّه يمتد من طهران حتى البحر المتوسط، وهي موجودة لأجل هذا الغرض حسبما أعلنت في السابق، بالإضافة إلى أمور أخرى غامضة، وغير معلنة في مشروع التواجد الأمريكي شرق الفرات.

وأضاف الخبير العسكري أنّ الانسحاب من دير الزور يقع في صلب رغبات كلٍّ من المحتلين الروسي والإيراني ونظام الأسد، لذلك المتوقع أنْ يستمرَّ البقاء الأمريكي، لأنّ المستفيد من أيِّ انسحابٍ هناك هم الروس والإيرانيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى