المونيتور: هل ستتمكّنُ إدارةُ بايدن من إخراجِ إيرانَ من سوريا؟
تناولَ موقعُ “المونيتور” في مقال لـ”جاريد سزوبا”، موضوعَ تواجدِ الاحتلال الإيراني العسكري في سوريا، مشيراً إلى أنّ المسؤولين المخضرمين في السياسة القائمة منذ ثلاث سنوات أظهروا علامات شكٍّ حول قدرة واشنطن على إخراج الاحتلال الإيراني من سوريا.
وقال مسؤولٌ في إدارة ترامب للكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر, إنّ أهداف واشنطن فيما يتعلّق بنتيجة الحرب الأهلية السورية لا تزال “في متناول اليد”, تتمثّلُ هذه الأهداف بهزيمة تنظيم داعش، وبالحلِّ السياسي للصراع السوري الذي دام قرابةَ عقد من الزمن، وبانسحابِ الميليشيات التي يقودها الاحتلالُ الإيراني من البلاد.
وقال المبعوث الأميركي إلى سوريا “جويل ريبيرن” أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب “نفوذُنا في سوريا يتزايد”.
لكن المسؤولين المخضرمين في السياسة القائمة منذ ثلاث سنوات أظهروا علامات شكٍّ حول هذا الحديث، لا سيما بشأن وجود الاحتلال الإيراني العسكري في الدولة التي مزّقتها الحربٌ.
وتساءل نائبُ مساعد وزير الدفاع السابق للشرق الأوسط “مايكل مولروي” خلال حديث له في 17 كانون الأول, “هل سنصل يوماً لخروج القوات التابعة لإيران من سوريا؟”، مضيفاً “أجابني أحدُ الأشخاص المطّلعين على هذا الموضوع وقال لي: لن يحدثَ هذا”.
واعتبر “مولروي”، وهو ضابط مخضرمٌ في وكالة المخابرات المركزية الأميركية عملَ في سوريا خلال الفترة التي قضاها في البنتاغون، أنّ “تقليص نفوذ طهران في بلاد الشام يجب أنْ يظلَّ هدفاً للولايات المتحدة”، مضيفاً “ربما ينبغي أنْ يكونَ لدينا طريقة أذكى في التعامل معها”.
وبحسب الموقع فإنّ إدارة الرئيس المنتهية ولايتُه دونالد ترامب راهنتْ حتى الآن على أنّ وابلاً من العقوبات الاقتصادية قد يجبر قادة الاحتلال الإيراني على إعادة التفكير في التكاليف المالية لمغامراتهم العسكرية الإقليمية, إضافةً إلى ذلك، دعمتْ واشنطن حملة الاحتلال الإسرائيلي الجويّة ضدَّ أهداف إيرانية في سوريا.
في حديثه إلى جانب “مولروي” الأسبوع الماضي، نوّه المبعوثُ الأميركي السابق إلى سوريا “جيمس جيفري”، بضربات الاحتلال الإسرائيلية العسكرية التي ألحقت “خسائر مدمّرة” بخطوط إمدادِ المعدّات العسكرية الإيرانية إلى سوريا.
وبالنسبة لبعض الخبراء, فإنّ السؤال ليس ما إذا كان بإمكان واشنطن إخراج جميع ميليشيات الاحتلال الإيراني من سوريا، بل السؤال هو حول الطريقة التي سيتعامل فيها الرئيس الجديد “جو بايدن” مع العقوبات التي وضعها ترامب، خلال محاولة الإدارة الجديدة العودةَ للاتفاق النووي مع ايران.
في هذا السياق، أوضح المتخصّصُ في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز “مايكل أوهانلون”، في حديث مع “المونيتور”، أنّه “سيتعيّن على بايدن أنْ يقرّر ما إذا كان مستعدّاً لاستخدام النفوذ الأميركي إضافة لخطّة العمل الشاملة المشتركة في محاولة لإقناع إيران بالانسحاب من سوريا”.
وأضاف, “لكنْ يبدو أنّ فريق بايدن يميل أكثرَ إلى الرغبة في العودة إلى الاتفاق بشروطه السابقة، دون الرغبة في العمل على تقييد السلوك الإيراني في المنطقة”.
ورأى أوهانلون أنّه “حتى لو أراد فريق بايدن أنْ يكونَ أكثرَ صرامة مع طهران، فإنّ الخطوة الأولى المنطقية هي أنْ يقومَ بتمديد الاتفاق النووي، دون إدخال جميع النزاعات الإقليمية المختلفة في المفاوضات، فكلٌّ منها يتطلّب مفاوضات شاقّة وطويلة من أجل إحراز تقدّمٍ”.