بمخيّماتٍ ضيّقةٍ وغيرِ صحيةٍ ونقصٍ في الاختباراتِ.. يمكنُ أنْ يقتلَ فايروسُ كورونا 100 ألفِ شخصٍ في منطقةِ إدلبَ السوريةِ

قال مسؤولون في مجال الصحة إنّ أكثر من 100.000 شخصٍ قد يموتون من فيروس كورونا في منطقة إدلب السورية في شمال غرب البلاد، في حين لم يتمّ تأكيدُ أيّ حالات، حيث كان الاختبار محدودًا، ويعتقدُ بعضُ الأطباء أنّ الفايروس ينتشر بالفعل بسرعةٍ في المخيمات المؤقّتة في المنطقة.

إدلب هي آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة، ويعيش هناك حوالي 3 ملايين شخص، نزح الكثيرُ منهم منذ 9 سنوات من النزاع، حيث أفادت شبكة سي بي إس نيوز أنّ مسؤولي الصحة في منطقة إدلب المحاصرة في سوريا يقولون إنّ تفشّي الفايروس يمكن أنْ يقتلَ ما يصل إلى 100 ألف شخصٍ هناك.

ويناشد الأطباء في المنطقة لدعم ما يقرب من 3 ملايين شخصٍ، الذين يفتقرون إلى الإمدادات والموارد للتعامل مع تفشّي المرض، حيث فرّ مئات الآلاف الذين يعيشون في المنطقة الأخيرة التي تسيطر عليها المعارضة من القصف والاعتداءات، مع استمرار الحرب خلال عامها التاسع، ويعيش الكثيرُ في منازلَ مؤقتةٍ في معسكرات مكتظة بإحكام ولا يستطيعون عزْلَ أنفسهم، فالظروف مثالية لانتشار الفايروس.

وقال “إحسان عيدي”، طبيب في المنطقة لشبكة سي بي إس نيوز: “إذا نصحت شخصًا أصيب بالعدوى لعزْل نفسه في غرفة و [قل] ألا يكون على اتصال بأفراد العائلة الآخرين، فكيف يمكنُه أنْ يفعل ذلك إذا كان يعيش في خيمة واحدة مع 10 أفراد من العائلة؟ هذا مستحيل”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمّ فحص 166 شخصًا فقط في إدلب لفيروس كورونا، على الرغم من عدم وجود أيِّ حالات إيجابية حتى الآن، فقد أعرب “عيدي” عن قلقه من أنّها مسألة وقت فقط.

قال الأطباء السوريون لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي إنّ الفايروس ربّما يكون متفشياً بالفعل في المخيمات، وقالوا إنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين ماتوا أو مرضوا بأعراض تتطابق مع COVID-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا.

وقال “محمد غالب تيناري”، الذي يدير مستشفيات الجمعية الطبية السورية الأمريكية في المنطقة، للصحيفة: “لدينا حاليًا حالات متشابهة ولدينا أشخاص يموتون”، “لكنْ لسوء الحظ لأننا لا نمتلك الاختبار، لا يمكننا تأكيدُ أنّ هذه الحالات هي حالة حقيقية أم لا”.

كانت هناك 30 حالة مؤكّدة لـ COVID-19 في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، وذكرت شبكة سي بي اس التلفزيونية أنّ شخصين لقيا مصرعهما، ومع ذلك وفقًا لصحيفة التايمز حتى منتصف آذار لم تتلّقَ المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد أي مجموعات اختبار للفايروس من منظمة الصحة العالمية، وفقًا لقناة الجزيرة كان لدى المنطقة آلة واحدة فقط لإجراء اختبار للفايروس اعتبارًا من 14 نيسان.

حتى 16 نيسان ذكرت CBS أنّ منظمة الصحة العالمية أرسلت 5000 اختبار COVID-19 إلى المحافظة، وقال “إيدي” لشبكة سي بي إس نيوز: “نحتاج إلى أفعال وليس كلمات، نحتاج إلى أجهزة تهوية، نحتاج إلى هذه المراكز التي وعدتْ بها منظمة الصحة العالمية، ووعدوا بـ 298 مركزًا لعزْل الناس، كما وعدوا بثلاث وحدات للعناية المركّزة”.

وبحسب شبكة سي بي إس فإنّ العاملين الصحيين لم يحصلوا بعدُ على أيِّ معدات حماية شخصية، ويفتقر سكان المنطقة على مستوى أساسي أكثر إلى المياه، وقال “فادي مساهر”، مدير إدلب لمؤسسة مرام للإغاثة والتنمية للصحيفة: “هل تريدنا أنْ نغسلَ أيدينا؟، بعضُ الناس لا يمكنهم جعل أطفالهم يستحمون لمدّة أسبوع، إنّهم يعيشون في الهواء الطلق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى