تحرّكاتٌ لتفعيلِ دورِ العشائرِ في المعارضةِ السوريّةِ .. ومصادرُ تتحدّثُ عن اقترابِ “سالمِ المسلطِ” من رئاسةِ الائتلافِ

قرَّر مجلسُ القبائل والعشائر السوري، استبدالَ أربعة من ممثليه في الائتلاف الوطني المعارِض، مع اقتراب موعدِ الانتخابات الداخلية المقرَّرة في تموز 2021، في وقتٍ تشير فيه المعطيات إلى أنَّ رئيس المجلس سالم المسلط سيكون المرشَّحُ الأوفر حظّاً لرئاسة الائتلافِ في الدورة القادمة.

وأرسل المجلس قبلَ أيامٍ كتاباً يطلب فيه استبدالَ أربعة من ممثليه في الائتلاف، وهم “عامر البشير وحاكم الشايش ومحمد الصالح ورامي الدوش” بأربعة جُددٍهم “فيصل السلطان وجهاد المرعي وحميدة الطحري وإبراهيم إبراهيم باشا”. وحسب النظامِ الداخلي للائتلاف فإنّه من حقِّ أيِّ مكوّنٍ تسميّةِ ممثليه أو استبدالهم.

ونقل موقع “المدن” أنَّ المعطيات تشير إلى أنَّ رئيس “مجلس القبائل”، سالم المسلط، سيكون المرشَّح الأوفر حظَّاً لرئاسة الائتلاف في الدورة القادمة.

وأضاف أنَّ هذه الخطوة رأى فيها الكثيرون أنَّها مؤشر جديد على التوافق داخل الائتلاف من أجل اختيار المسلط رئيساً جديداً للمؤسسة.

وذلك بعد إبلاغ أنقرة رؤوساء الكتل فيها بأنَّها “تنظر بإيجابية إلى اختيار المسلط لهذا المنصب” الأمر الذي دفعَ الرئيس الحالي نصر الحريري إلى إعلان نيّتِه عدمَ الترشّح لدورة ثانية.

وقال الباحث “مصطفى النعيمي”، “من حيث المبدأ فإنَّ النظام الداخلي للائتلاف يُتيح لجميع أعضائه حقَّ الترشّح لرئاسة المؤسسة، وبنفس الوقت فإنَّ وصولَ المسلط لهذا المنصب من شأنه أنْ يسهمَ في ضخِّ دماء جديدة فيه، خاصة وأنَّ هنالك مشاريع لتطوير أداء الائتلاف، كانت قد بدأت قبلَ أشهر من خلال رفدِه بعناصر جديدة، وهو ما يتّفق ومطالبَ الشارع الثوري عموماً”.

وفي ما يتعلق بتفسير البعض أنَّ اختيار تركيا للمسلط في هذه المرحلة يتضمّن رسالةً إيجابية إلى السعودية، على اعتبار أنَّ الأخير يرتبط بعلاقة مصاهرة مع الأسرة الحاكمة في المملكة، الأمر الذي يمكن أنْ يخفّف من حدّةِ الاستقطاب بين الدولتين فيما يتعلّق بالمعارضة، يؤكّد “النعيمي” ذلك.

ويضيف “أسرة المسلط هم شيوخ قبيلة الجبور في سوريا والعراق وفلسطين والأردن ودول الخليج العربي، ولا شكَّ أنَّ وجوده على رأس الائتلاف يمكن أنْ يسهم في التقريب بين أنقرة والرياض في واحدٍ من أهمِّ الملفّات الخلافية بينهما، والمملكة بمقدورها أنْ تعيدَ الحضور العربي في الملفِّ السوري وبقوة من خلال المكوّن العشائري على الأقلِّ في هذه المرحلة”.

وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت اهتماماً كبيراً من مختلف الأطراف بالمكوّن العشائري في سوريا، حيث عملت القوى المسيطرة أو المتدخّلة على تأسيس مجالس للقبائل والعشائر في مناطق سيطرتها، بما في ذلك نظام الأسد وميليشيا “قسد” الانفصالية، والمناطق المحرَّرة شمالَ غربَ سوريا، بينما تأسس مجلس القبائل والعشائر المدعوم من تركيا عام 2018.

ويضمُّ المجلسُ ممثلين عن أكثرَ من مئة وخمسين قبيلة وعشيرة من مختلف الأثنيات والقوميات في سوريا، بينها عشائر كردية وتركمانية وسريانية، بالإضافة إلى المكوّن العربي.

وبعد تأسيسه انضمَّ إلى الائتلاف ليحظى بخمسة مقاعد داخل الهيئة العامة، بينما يُتوقّع أنْ ترتفع حصتُه إلى سبعة، بالتزامن مع التوجّه لاختيار رئيس المجلس “سالم المسلط”، رئيساً للائتلاف، خلفاً لنصر الحريري الذي تنتهي فترة رئاسته في تموز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى