تقريرٌ حقوقيٌّ: “طبيبُ التعذيبِ” حاولَ الهربَ من ألمانيا بمساعدةِ صحفيٍّ سابقٍ في قناةِ الجزيرةِ

كشف المركزُ السوري للعدالة والمساءلة، عن تورّطِ شخصيّةٍ مُقرّبة من نظام الأسد بمحاولة مساعدةِ ما يُعرف بـ”طبيب التعذيب” لدى استخبارات نظام الأسد، علاء الموسى، على الفرارِ من ألمانيا، وذلك وفقاً لمراقبي المركزِ الذين حضروا جلسةً جديدة لمحاكمة الموسى في مدينة فرانكفورت الألمانية.

وقال مديرُ المركز محمد العبد الله في منشورٍ على فيس بوك إنَّه وفقاً لما دوّنه مراقبو المركز خلال جلسةِ المحاكمة، فقد تمَّ عرضُ وقراءةُ تقرير التحقيق للشرطة الألمانية حول علاء واتصالِه بالصحافي السوري أكثم سليمان، المديرِ السابق لمكتب الجزيرة في برلين (حتى عام 2012)، الذي اتّضح أنَّه كان يعمل كمسؤول إعلامي في السفارة السورية في برلين في الفترةِ السابقة لاعتقالِ علاء الموسى.

وأشار العبد الله إلى أنَّ علاء سأل أكثمَ عمّا إذا كان من الممكنِ العودة إلى سوريا أو الذهاب إلى موسكو أو طهران أو الإمارات، إلا أنَّ الأخير أخبرَه أنَّ الحدودَ مع بلجيكا وفرنسا مفتوحةٌ في ذلك الوقت، أثناءَ جائحة كورونا، وذلك وفقَ ما جاء في رسائلِ البريد الإلكتروني المتبادلةِ بين الطرفين بين الفترة الممتدة من أيار إلى حزيران من العام 2020 والتي عرضَها المحقّقون الألمان يوم أمس في قاعة المحكمة.

ولفت العبد الله إلى أنَّ أكثم حاول مساعدةَ علاء من خلال الاتصال بصديق في نيويورك لكنَّه لم ينجح بالتواصل معه، وكذلك ساعدَه بترجمة وثائقَ لعلاء، موضّحاً أنَّ أكثمَ هو من أوصى علاء بتوكيل المحامي أسامة العجي للدفاع عنه.

وضمن المراسلاتِ بين علاء وأكثم، شارك علاءُ العديدَ من لقطات الشاشة (سكرين شوت) والفيديوهات، وروابط بحوزتِه حول التقارير الإعلامية عنه وعن الشاهدِ الطبيب م. هـ. من فيديو قناة الجزيرة واصفاً إياه بأنَّه إسلامي متطرّفٌ وإرهابي، وأخبر أكثم أنْ يلقي نظرةً عليها ويحرّر تقريراً عنها، لإعطائه لمحاميه.

ووفق ما نقلَ العبد الله، فإنَّ أكثم ربطَ الطبيب علاء بأشخاصٍ في السفارة السورية في برلين لمساعدته على مغادرةِ ألمانيا من خلال الاتصال بوزارتي الداخلية والخارجية السوريتين للحصول على تصريحٍ لعلاء للعودة على متنِ رحلةٍ جويّة إلى دمشق عبرَ بيروتَ (لأنَّ الرحلاتِ كانت محصورةٌ فقط بالطلاب السوريين وإعادتِهم إلى سوريا من ألمانيا خلال جائحة كوفيد، وعلاء ليس طالباً).

ثم عرض أكثمُ على علاء مقعداً في الرحلة إلا أنَّه رفضَ في النهاية لأنّه ادّعى أنَّ زوجته هي التي أرادت السفرَ وليس هو، في حين ذكر العبد الله أنَّ علاء سأل أكثم عما إذا كان يمكنه التواصلُ مع فيصل القاسم وإخباره بحذف المنشور الذي شاركه عنه، كونَه يحظى بالكثير من المتابعين، لكنَّ أكثم قال إنّه لم يعد على اتصال بفيصل.

يُذكر أنَّ أكثم سليمان يُعد من الشخصيات المُقربة من نظام الأسد هو مُحرّرٌ ومذيعٌ سابقٌ في إذاعة صوت ألمانيا، عمل في قناة الجزيرة الفضائية مديراً لمكتبها في برلين، ثم أعلن استقالتَه عن القناة في كانون الأول 2012، بسبب ما وصفه بافتقار القناة للمهنيّة خلال تغطيتها للربيع العربي.

ومنذ ذلك الوقت، يظهر على وسائل الإعلام بصفة محلّل ويكتب في صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني، في حين اتّضح خلال جلسة المحاكمة يوم أمس أنَّه كان المسؤول الإعلامي في سفارة النظام في برلين عندما تواصل الطبيبُ علاء مع السفارة طالباً المساعدة لمغادرة ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى