رحيلُ “الأسدِ”.. فجّره “كوهين” وردودٌ متباينةٌ من المعارضةِ السوريةِ
دخلت الحرب في سوريا عامها العاشر، والشعب السوري لا زال يعاني تبعات الحرب وويلاتها من تشريد وجوع وقهر ومنذ العام الأول للحرب كان رؤساء الدول الكبرى يعدِون بتصريحاتهم بأنّ أيام الأسد باتت معدودة.
وأثارت تغريدات الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، قبلَ عدّة أيام، عن قربِ انتهاء فترة حكم رأس نظام الأسد في تموز القادم ، واختيار بديل له، ردود أفعال متباينة بين السوريين, وتكهّنات حول المصير الذي ينتظره رأس نظام الأسد, وطرح الأسماء البديلة.
“كوهين” غرّد على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” نقلاً عن “مصدر أجنبي”, “خروج الأسد وللأبد من الحكم, في شهر تموز/يوليو القادم”.
وأضاف الإعلامي الإسرائيلي “سينهي بشار الأسد عشرين سنة في الحكم بعد أنْ أنهى تدمير بلده وتشريد شعبه”.
وفي هذا السياق قال عضو اللجنة الدستورية السورية والمتحدّث باسم هيئة التفاوض السورية “يحيى العريضي”, أمس الاربعاء, في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”, “قاربت مهمة نظام الأسد في تدمير سوريا من النهاية بعد فشله في حكمها”.
وأضاف العريضي, “اليوم أول إدانة رسمية دولية صريحة باستخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي. بوابة جهنم تفتح على مصراعيها، ومحكمة لاهاي بالانتظار, نهاية العصابة أقربُ من أيِّ وقت”.
وفي سياق التكهنات برحيل رأس نظام الأسد عن سدّة الحكم، قال المعارض السوري “كمال اللبواني” في حديثه لوكالة سورية إخبارية “هناك توافق دولي على رحيل الأسد واستلام شخصية جديدة من داخل نظام الأسد قريباً، ومن دون تغييرات جذرية”.
وأشار إلى أنّ بداية المفاوضات الدولية كانت شائكة حول رحيل “الأسد” بسبب الرفض الروسي، ليبدأ تشديد العقوبات على نظام الأسد وداعميه وفق قانون “قيصر” الذي صدر مؤخّراً، حيث شعر “الروس” أنّ القضية جديّة والتغيير قادم، فدخلوا بالمفاوضات على رحيل رأس نظام الأسد، وطرحوا بداية استلام ضابط علوي من عائلة “الأسد”، ثم تنازلوا إلى ضابط من “الطائفة العلوية”، ثم توصلوا أخيراً إلى شخصية من داخل نظام الأسد، يتم التوافق عليها.
ونوّه اللبواني أنّ المعارضة أُعلمت أنه تمّ التوافق أخيراً على بديل لرأس نظام الأسد بدون تأكيدات نهائية للاسم والشخصية، وقد تداولت بعض الأسماء مثل “علي مملوك ومحمد ديب زيتون”، وهي شخصيات عليها توافق دولي بسبب علاقاتها، وبيّن أنّ المعارضة تحدّثت عن أنّ الأساس في التغيير هو رحيل بشار والنظام الطائفي وعودة الشعب السوري وطرد الاحتلال الإيراني، وهذا أساس التغيير والحل.
واعتبر أنّ الوقت أقرب بكثير للتغيير من نهاية العام الجاري، وستتضح الأمور أكثر خلال صيف هذا العام، على الرغم من وضع خيار الفشل أو تغيير السياسات بأيِّ لحظة يبقى قائم، إلا أنّ الشيء المقروء حالياً والمتوافق عليه هو رحيل الأسد وإيجاد شخصية من داخل نظام الأسد تقبلُ بحلٍّ سياسي وإخراج الاحتلال الإيراني.
من جانبه، كتب فهد المصري عبْرَ تغريدة له على التويتر: واهمٌ كلُّ من يظن أنّ رأس نظام الأسد سيرحل، مشيراً إلى أنّه سيقتل وسيكون محظوظاً لو لاقى مصيرَ صالح أو القذافي.
وبعد أن طُرح اسمه كبديل لرئاسة سوريا، أشار “المصري” بتصريحات صحفية إلى أنّه ليس المهم من سيكون بديلَ الأسد، المهم هو أنْ تقتنع الدول ويقتنع قسم من السوريين بوجود بدائل وطنية حريصة.
ويرى مراقبون للشأن السوري أنّ المجتمع الدولي لا يمكنه البحث عن حلّ مستدامٍ في سوريا، في ظلّ بقاء نظام الأسد، وأنّ القرارات الدولية واضحة بهذا الشأن، زيادة على أنّ هذا النظام يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب ما يحدث من سقوط ضحايا وتهجير للسوريين.
بينما يرى آخرون أنّ التقارب الروسي الأميركي بشأن سوريا قد يفضي إلى التوافق على رحيل رأس نظام الأسد بطريقة سلسة، وهذا التوافق مرتبط أيضاً بملفّات أخرى مثل أوكرانيا، وأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول التوصّل إلى تسوية شاملة مع الطرف الأمريكي.
ويتكهن البعض أنّ ما جرى من معارك طيلة السنوات الماضية هو محاولة تمرير وقت وتحسين المواقع التفاوضية، وأنّ نظام الأسد يسعى إلى تحسين شروطه التفاوضية لعلمه أنّ التسوية لم تنضجْ بعدُ، وهي مرهونة بقرار أمريكي روسي يتناول أكثر من ملف في الوقت نفسه.
ويعتقدون أنّ ما جرى من مفاوضات ليست مفاوضات سلام “ليست جدية ولا تهدف بالتوصل لحلّ مستدام للأزمة السورية”، وإنّما هي مجرد مفاوضات وشدّ حبال بانتظار التسوية الشاملة التي يؤكّدون إن الطرف الروسي يسعى إليها أكثر، ولكن هل سيكون الثمن في سوريا أم أوكرانيا؟ ويرجّحون أن الروس يهتمون بمحيطهم المباشر.