رغماً عن الجيشِ اللبناني: النفطُ المدعومُ يعبرُ “المصنعَ” ويباعُ لنظامِ الأسدِ

كشفت صحيفةُ “المدن” اللبنانية أنَّ مسلسل المازوت المهرَّب إلى سوريا، أخذ منحىً متجدّداً في منطقة البقاع، مع فرض المهرّبين مروره عبْرَ معبرٍ المصنع الرسمي، ليباعَ في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا بضعفِ سعرِه المحلي، تحت أعين الجيش اللبناني, في وقت قنَّنت معظمُ المحطّات من كميّات بيعِه للبنانيين، متذرِّعةً بنضوب مخزونها.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّها حصلت على معلومات تفيد بأنَّ هذه الطريق تحوَّلت إلى سوق لتداول المادة بسعر السوق السوداء، بالشراكة بين المهرٍّبين وأصحاب المحطات “الطامعين” بمضاعفة أرباحهم.

وفقاً للمعلومات فإنَّ المهرّبين يشترون المازوت من المحطّات اللبنانية بـ60 ألف ليرة، أي أغلى بنحو عشرين ألف ليرةٍ من سعرها الرسمي، ومن ثم ينتقلون بخزّانات سيّاراتهم الممتلئة إلى منطقة المصنع الحدودية، حيث يعبرون بعدَ مرورهم بثلاثة أجهزة رسمية، وهي الأمن العام، الجمارك ومخابرات الجيش، متجاوزينَ مبانيَ الأمن العام المستحدَثة للداخلين من لبنان باتجاه سوريا، ليتوقفوا على مقربة من مركز عسكري عند الحدود السورية ويبيعون بنزين لبنان المدعوم إلى سوريا و”على عينك يا تاجر”.

وتقدّر المعلومات حمولةَ هذه السيارات يومياً بنحو 300 نقلةٍ من خزّانات السيارات الممتلئة، والتي تفرغ جميعُها عند الحدود، ليشتريَها أشخاصٌ من الجانب السوري بمبلغ 40 ألف ليرة سورية للتنكة أي نحو ضعف المبلغ الذي دُفِع للمحطّات في لبنان.

يأتي ذلك في ظلِّ استمرار نظام الأسد بإقفال حدوده الرسمية، متذرّعاً بجائحة كورونا، في وقتٍ فتحَ لبنان حدودَه باتجاه مغادرة لبنان، حاصراً الدخول إليه بثلاثة أيام أسبوعيّاً، الأربعاء للسوريين الذين يملكون إقامات، والاثنين والجمعة للبنانيين.

وأشارت “المدن” إلى أنَّ الجيش اللبناني قام في الأيام الأخيرة بعدّة محاولات لمنعِ عبور المهرّبين للحدود، والتدقيق في السيارات وفي أسباب عبورها لعنبر الجمارك، إلا أنّه
ووجه↓ قوبل???

بتجمهر المهرّبين، ولم يفلح في ردعهم حتى الآن.

وذكرت أنّ المحاولة الأخيرة كانت صباح أمس الثلاثاء، حين حضرت قوةٌ كبيرةٌ من الجيش، ومنعتْ المهرّبين الذين باتت وجوههم وسياراتهم معروفة، من تجاوز عنبر الجمارك. إلا أنَّه وكما في كلِّ مرّة، أغلق المهربون الطريق الدولية، ومارسوا “بوقاحة” كافةَ الضغوط بدعم من السلطات المحليّة الموجودة في المنطقة، حتى نجحوا في نهاية النهار بتسيير مواكبِ سيّاراتهم المحمّلة بالمادة إلى ما بعدِ العنبر الرسمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى