ريفُ دمشقَ: خطّةُ إعادةِ إعمارِ “بسيمة” أم تهجيرٌ دائمٌ؟

سمحت قوات الأسد لوفد من أهالي “بسيمة” دخول قريتهم لتفقّدها برفقة محافظ ريف دمشق “علاء إبراهيم”، وذلك على خلفية الاجتماع الذي جمعهم مع المحافظ الأسبوع الماضي.

ونقلت “المدن” عن مصدر مطّلع قوله، إنّ محافظ ريف دمشق أبلغ الوفد الممثّل لأهالي بسيمة، أنّ المحافظة تعمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية لفصل ملفّ قرية عين الفيجة عن بسيمة، وتنظيم عودة مستقلة لأهالي بسيمة ريثما تصبح الأمور أيسر لإمكانية العودة بشكلٍ مستقلٍ الى الفيجة.

وعزا المصدر أسباب عدم العودة إليها حالياً إلى الدمار الهائل الذي حلّ بها، وعدم انتهاء الجهات الأمنية من إزالة مخلّفات الحرب من عبوات ناسفة وذخائر غير منفجرة، إضافة إلى عدم الانتهاء من تنفيذ مشروع حرم النبع الجديد.

وألمح المحافظ لوفد بسيمة، إلى إمكانية تخصيص المحافظة مساحة من الأراضي بين قريتي بسيمة وعين الخضرا لصالح إنشاء مجمّع سكني خاص بأهالي عين الفيجة، كبديل في الوقت الحالي ومستقبلاً “للمتضرّرين”، ريثما يتمّ وضع خطة إعمار جديدة للقرية التي دمّرت بشكل شبه كامل بفعل عملية عسكرية شهدتها المنطقة واستمرت أكثر من شهرين، فضلاً عن عملية تلغيم وتفجير المنازل التي اتبعتها قوات الأسد على مدار عامين بعد إخلاء فصائل المعارضة للمنطقة، بحجّة تأمين مساحة كافية لمشروع حرم النبع الجديد.

وأشار المصدر إلى أنّ محافظة ريف دمشق تحاول منذ أشهر تمرير مشروعها الذي يهدف لإعادة توطين أهالي عين الفيجة في مجمّع سكني خاص بهم بعيد عن قريتهم، إلا أنها فشلت بذلك ولم تتمكّن من تأمين أيِّ غطاء لمشروعها، فاستجابة مدنيي عين الفيجة لدعوات المحافظة شبه معدومة، ليقين الأهالي أنّ القبول بهذا المشروع وإن كان بشكل مؤقت هو بمثابة تقديم تنازل رسمي عن المطالبة بحقوقهم بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم في عين الفيجة.

ولم تشهد عين الفيجة وبسيمة خلال العام الماضي أيّ خطوات جادة ملموسة على أرض الواقع لإعادة المدنيين إليهما، إذ ما تزال الخدمات غير متوفرة والبنية التحتية متضرّرة بشكل كبير جداً، بل إنّ قوات الأسد أكملت خطّتها بتدمير العدد الأكبر من المنازل، متحجّجة بتوسيع حرم النبع، والخوف من انهيار هذه المنازل بشكلٍ مفاجئ.

وأضاف المصدر، إنّ نظام الأسد قبل انطلاق الثورة بأشهر حاول تمرير مشروع مماثل لأهالي عين الفيجة، واعلن حينها عن البدء بتنفيذ مشروع سكني ضمن منطقة وادي بردى، واسماه مساكن عين الفيجة، وبدأ بالترويج له بين الأهالي، إلا أنّه لم يحقّق مبتغاه حينها، لكنّ اليوم تبدو فرصته أكبر، لا سيما وأنّه هجّر العدد الأكبر من أهالي عين الفيجة وحوّل قريتهم إلى ركام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى