زهيرُ رمضان نقيباً لفناني نظامِ الأسدِ بعدَ انتخاباتٍ مثيرةٍ للجدلِ واحتجازِ المعارضينَ في فندقٍ!

شكّلت انتخابات نقابة الفنانين التابعة لنظام الأسد، جدلاً واسعاً، منذ شهر آذار الماضي, بعدما رفع عشرات الفنانين أصواتهم في وجه النقيب زهير رمضان الذي حول النقابة إلى فرع أمني يتحكّم بالعمل الفني في البلاد بناءً على الولاءات السياسية، فيما زعمت وسائل الإعلام الموالية لنظام الأسد، أنّ انتخابات النقابة دليلٌ على الديموقراطية.

وشهدت الانتخابات التي جرت أمس الأربعاء منع الإعلام شبه الرسمي من تغطيتها, وضمنَ فيها زهير رمضان الفوز مثلما يفوز رأس نظام الأسد ومن قبله والده حافظ الأسد في الانتخابات بنسبة 99%.

وقال ممثلون سوريون إنّه تمّ احتجازهم في أحد الفنادق وتهديدهم، في حال معارضتهم لرمضان، بشكلٍ يذكّر بحادثة “ريتز كارلتون” الشهيرة في السعودية العام 2017.

ورغم فوز لائحته بالانتخابات إلا أنّ رمضان لم يصبح رسمياً نقيباً للفنانين، بل فازت لائحته بها، ومن المتوقع أنْ يجتمع أعضاؤها الـ11 خلال اليومين المقبلين من أجل اختيار نقيب جديد لمدّة خمس سنوات مقبلة، لكن من غيرٍ المرجّح أنْ يتمّ اختيارُ اسم غير رمضان لهذا المنصب، علماً أنّه عضو في مجلس الشعب أيضاً.

ووفق النتائج التي نشرتها وسائل إعلام موالية، من المرجّح أنْ يستمر قمع النقابة للفنانين السوريين، المعارضين تحديداً، والذين صدرت بحقهم قرارات بالفصل من النقابة، ومن بينهم جمال سليمان وأصالة نصري والراحلة مي سكاف، مع الإشارة إلى أنّ قرارات منعِ العمل التي تتحكّم بها النقابة، وصلت إلى حدِّ منعِ ممثلين ومغنين عرب من العمل في مسلسلات سورية، مثلما حصل مع الممثلة سيرين عبد النور قبل سنوات.

ونشرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، مقطع فيديو علّق فيه عددٌ من الفنانين على عملية انتخاب النقيب الجديد، واحتجاجهم على منعِ وسائل الإعلام من تغطيتها، حيث شارك في التصويت 85 فناناً وفنانة لانتخاب 11 عضواً منهم لمجلس نقابة الفنانين من أصل 24 مرشحاً نجحوا في الوصول إلى المرحلة النهائية، بعد انسحاب كلٍّ من سحر فوزي ورباب كنعان، وحسام بريمو، ووفاة مأمون الفرخ.

ووصف الممثل فادي صبيح، أحد المرشحين الذين نالوا زخماً في مواقع التواصل مؤخّراً، أنّ قرار منع وسائل الإعلام من تغطية الانتخابات “غير حضاري”، قبل أنْ يتدخّل عضو القيادة المركزية لحزب “البعث” مهدي دخل الله، الذي تواجد في مبنى فرع الحزب بدمشق للإشراف على العملية الانتخابية، لحلِّ المشكلة، وقال إنّه “يستنكر منعَ دخول الإعلام الخاص”.

إلى ذلك، كشف الممثل محمد قنوع، في تصريحات لإذاعات محلية، أنه “تمّ حبس الأعضاء القادمين من فروع النقابة في المحافظات يوم أمس في فندق وتمّ منعُهم من التواصل معنا وترهيبهم من قبل النقيب زهير رمضان وما حصل هو تراكم أخطاء على مدى السنوات الماضية”، أما الممثلة تولاي هارون، فقالت: “بعد اليوم لن نظهرَ على الشاشات وأصبحنا بالصفوف الأخيرة، أنا ومحمد قنوع ومن معنا وسيقطع برزقنا ونحن معتادون على ذلك”.

وعلّق الفنان سيف سبيعي على الانتخابات بقوله, “الانتخابات التي تجري خلف أبوب مغلقة تفرز مجلساً نقابياً متفقاً عليه مسبقاً”, وقال الفنان رامي كوسا, “أنا كواحد من المشتغلين في الوسط الفني السوري, إذا صار معي أي مشكلة رح الجأ بالضرورة لفادي صبيح ومحمد قنوع, غير مكترث بالانتخابات, ولن ألجأ لزهير رمضان, لأنّه غالباً رح يكون هو أصل المشكلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى