صحيفةٌ أمريكيّةٌ: حصارُ درعا ينهي مصداقيةَ روسيا

بعد تجدّد القتال في درعا مؤخّراً، تهدّد الاشتباكات بتقويض مصداقية روسيا كحكم سياسي في سوريا، على الرغم من المكاسب التي حقّقتها من خلال الانحياز إلى نظام الأسد للحفاظ على قبضته على السلطة.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنّ تجدّدَ القتال في درعا، وهي مهدُ الانتفاضة السورية ضدَّ نظام الأسد عام 2011، يثير الشكوك حول قدرة موسكو على لعب دور الوسيط بشكلٍ فعّال، حيث يحاول نظام الأسد إخضاع جنوب سوريا بالكامل لسيطرته، بدعم جزئي من إيران والميليشيات الموالية لها.

في عام 2018، ساعدت روسيا في التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة في درعا.

كانت المبادرة الروسية – أولاً لدعم حكومة نظام الأسد وإعادة صياغة نفسها كصانع للسلام – ضمن جهد أوسع لكسب المزيد من النفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إنَّ ما تشهده درعا في الوقت الحالي يعود إلى رفضها المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي نظَّمها نظام الأسد.

كما أنَّ تجدّد القتال في المنطقة وارتفاعَ عددِ القتلى يهدّدان بكسر الهدنة المدعومة من روسيا، والتي كان من المفترض أنْ تنهيَ الثورة بدرعا وتعطيَ نموذجاً لإنهاء النزاعات في الأجزاء الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

وتشمل هذه الاتفاقية وقفَ إطلاق النار التي تفاوضت عليها روسيا وتركيا شمالَ غرب محافظة إدلب، وهي أكبر منطقة في البلاد لا تزال تحت سيطرة المعارضة.

تقول الزميلة في المجلس الأطلسي بواشنطن العاصمة وعضو اللجنة الدستورية السورية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، “جمانة قدور”، إنَّ الحياة الطبيعية لم تعدْ لطبيعتها في بعض الأماكن التي كانوا يعتقدون أنَّها استعادت عافيتها بالفعل، مضيفةً “لا أعتقد هناك نهاية للقصة السورية”.

وبدأ السكان يشعرون بالعبء الأكبر للصراع، الذي تصاعد بعد أنْ طالبَ نظام الأسد، أهالي المدينة بتسليم أسلحة خفيفة كان مسموحاً لهم بالاحتفاظ بها في ظل هدنة 2018.

ويتّهم البعض، روسيا بالفشل في الوفاء بمسؤولياتها بضمان وقفِ إطلاق النار، وقال المحامي والمفاوض المعارض، “عدنان مسالمة”، إنَّ “المفاوضات غيرُ فعّالة”.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الحكومة الروسية لم تردَّ على طلبها للتعليق، بينما رفض نظام الأسد الانتقادات الغربية لهجومه، قائلاً إنَّه “يحارب الإرهابيين”.

أسفر قصف قوات الأسد للمنطقة عن مقتل ما لا يقلُّ عن 90 شخصاً، بينهم 27 طفلاً، منذ نهاية حزيران، وفقاً للدكتور “أنس المسالمة” من اتحاد منظّمات الرعاية الطبية والإغاثة، وهي منظمة إغاثة مقرُّها الولايات المتحدة.

وأدّى الحصار المفروض على حي درعا البلد في المدينة إلى قطعِ الطعام والماء والكهرباء والإمدادات الطبيّة عن أكثرَ من 50 ألفَ شخصٍ، بحسب سكان ومجموعات إغاثة.

كما أجبر القتال ما يقدّر بنحو 24000 آخرين على الفرار من ديارهم، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

قال الناشط البارز في درعا البلد، “أبو علي المحاميد”، “ليس لدينا خبز ولا ماء ولا كهرباء ولا الحدّ الأدنى للعيش”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى