صحيفةٌ روسيّةٌ: موسكو وأنقرة غيرُ راضيتينِ عن بعضِهما البعضِ في سوريا

تحدّثتْ صحيفةٌ روسيّة في تقرير لها عن القنابل الموقوتة القابلة للانفجار تحت العلاقات الروسيّة التركيّة في سوريا.

واعتبرت صحيفة “كوميرسانت” الروسيّة، أنَّ الاتفاقيات بشأن سوريا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، “معرَّضةً لخطر التعطيلِ” في ظلِّ تراكم المطالب المتبادلة لدى الطرفين.

وقالت الصحيفة في مقالٍ كتبته “ماريانا بيلنكايا”، إنَّ لدى كلٍّ من موسكو وأنقرة شكاوى بشأن تنفيذ كلا الاتفاقيتين الموقَّعتين بين أردوغان وبوتين، والمتعلِّقتين بوقفِ إطلاق النار في إدلب (اتفاق موسكو 5 من آذار 2020)، وبوقفِ إطلاق النار في الشمال السوري بعدَ عملية “نبع السلام” التركية في تشرين الأول 2019 بمناطق سيطرة ميليشيا “قسد”.

وأضافت أنَّ الطلبات الموجَّهة من أنقرة إلى موسكو للجْمِ قوات الأسد “يتمُّ سماعُها أكثرَ فأكثر بإصرار”، مشيرةً إلى أنَّ وزارة الدفاع التركية اتّهمت قوات الأسد ورأس النظام شخصياً بقصف منطقة خفض التصعيد في إدلبَ وقتلِ “مواطنين أبرياء”.

بالمقابل، تركت روسيا جميعَ تصريحات الجانب التركي دون ردٍّ علني، ولكنَّها تعتقد أنَّ آلية المساعدة عبْرَ الحدود تُستخدم لتزويد إدلب بالسلاح، وتزوّد تركيا بمعلومات حول هذا الجانب، بحسب الصحيفة.

وفي الوقت نفسه، لا تتعب موسكو من لومِ أنقرة حول أنَّ “الإرهابيين” لم ينتهوا في إدلب، وبالإضافة إلى ذلك، أعرب الجانب الروسي، الأسبوع الماضي، عن قلقه من التعزيزات العسكرية التركيّة في بلدة عين عيسى شمال محافظة الرقة.

ومنذ إبرام الاتفاق مع موسكو، طالبت تركيا مراراً بانسحاب “قسد” من عين عيسى وهدَّدت بعملية عسكرية جديدة في سوريا وعزَّزت وجودها العسكري، بينما انتشرت الشرطة العسكرية الروسية في البلدة.

وتحاول موسكو، على أعلى المستويات، التظاهر بأنَّ كلَّ شيء لا يزال مستقرّاً في العلاقات مع أنقرة، على الرغم من الصعوبات القائمة. كما أنَّ أنقرة لا تتّهم موسكو مباشرة بأيِّ شيء.

ولكن، في الوقت نفسه، ناشد أردوغان، في مقالٍ نشرته “بلومبيرغ” منتصفَ آذار الحالي، في الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات في سوريا، الغربَ بشكل واضح وطالبه بمساعدة أنقرة على إنهاء “المأساة في هذا البلد”.

ومن بين خيارات أردوغان إجراءات عسكرية واقتصادية ودبلوماسية، وكذلك استثمارات في “المناطق الآمنة” في سوريا، دون التطرّق إلى الحديث عن روسيا والتعاون معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى