منسّقو استجابةِ سوريا: قرارُ الأممِ المتحدةِ بتخفيضِ المساعداتِ إلى سوريةَ سينتجٌ عنه مجاعةٌ كبيرةٌ وكارثةٌ إنسانيّةٌ

قال فريقُ “منسّقو استجابة سوريا”، إنَّ التخفيضَ الذي أعلن عنه برنامجُ الأغذية العالمي WFP، لايتناسب مع تقييم الاحتياجاتِ الإنسانيّة في الداخل السوري وسيدفع مئاتِ الآلاف من المدنيين إلى مستوياتٍ جديدة من الفقر والجوع، عدا عن العجزِ الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية والذي وصل إلى مستوياتٍ قياسيّة.

ولفت الفريق إلى أنَّ البرنامج بدأ بإجراءات تخفيض 2.5 مليون مستفيدٍ في سوريا من أصل 5.5 مليون مستفيدٍ من عمليات البرنامج، وهو أكبرُ عملية تخفيض يقوم بها البرنامجُ على مستوى سوريا منذ سنوات، معبراً عن أسفه حيالَ هذا القرار الذي سبق وأنَّ حذّرَ منه.

وأوضح الفريق، أنَّ قطاعَ الأمن الغذائي وسبل العيش، يتحمّل المسؤوليةَ الكاملة عن التخفيض، إضافةً إلى برنامج الأغذية العالمي WFP الذي لم يستطع أنْ يوازنَ بين الاحتياجاتِ الفعلية وأسعارِ المواد والسلع الغذائيّة في السوق المحليّة بذريعة ضعفِ التمويل، والذي يطرح تساؤلاتٍ عديدة عن مدى فعالية مؤتمراتِ المانحين، ومعرفةِ أين تذهب أموالُ التبرعات المقدّمة باسم السوريين.

وحذّر الفريق، كافّةَ الجهات الإنسانية من استمرار عملياتِ التخفيض في المساعدات الإنسانية وحذّر من الانزلاق إلى مجاعةٍ كبرى لايمكن السيطرةُ عليها، مطالباً كافةَ الجهات الدولية العملَ على زيادة الدعم المُقدّم للمدنيين، وخاصةً في ظلِّ الوضع الاقتصادي المتردّي في شمالِ غرب سوريا وعدمِ قدرة الآلاف من المدنيين على تأمينِ احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

وجدّد المطالباتِ بضرورة إجراءِ عمليات تدقيقٍ واسعة في مناطق سيطرة نظام الأسد الذي يموّل الآلةَ العسكرية بشكلٍ هائل من مساعدات الأمم المتحدة عبرَ شركاءَ معتمدينَ من النظام (الهلال الأحمر السوري، الأمانة السورية للتنمية).

وأعلن “برنامجُ الغذاء العالمي” التابعُ للأمم المتحدة، تخفيضَ مساعداتها الغذائية المُقدّمة لعموم المدنيين في سوريا بنسبة 50%، وذلك بزعمِ “نقصِ التمويل”، وجاء الإعلانُ عشيةَ المؤتمر السابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل حول “دعمِ مستقبلِ سوريا والمنطقة”.

وقال البرنامجُ في بيان رسمي، “تجبرُ أزمةُ التمويل غير المسبوقة في سوريا برنامجَ الغذاء العالمي على تخفيض قيمةِ مساعداته لحوالي 2.5 مليونِ شخصٍ من أصل نحو 5.5 مليون، يعتمدون على المساعدات التي تقدّمها الوكالةُ لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء”.

وأضاف البيان: “بعد استنفادِ جميعِ الخيارات في ظلِّ الموارد المحدودة المتاحةِ لدينا، تقرّر إعطاءُ الأولوية لـ3 ملايين سوري غيرِ قادرين على البقاء من أسبوع إلى آخر دونَ مساعدةٍ غذائيّة، بدلاً من مواصلة تقديمِ المساعدة لـ5.5 ملايين شخص، والمخاطرة بنفاد المساعداتِ الغذائيّة بحلول شهرِ أكتوبر القادم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى