“منسّقو استجابةِ سوريا” يحذّرُ من انتشارِ “الكوليرا” بمخيّماتِ النازحينَ شمالَ غربي سوريا

طلب فريق “منسقو استجابة سوريا” من الأهالي في الشمال السوري المُحرّر، وخاصةً في المخيّمات المنتشرة في المنطقة، توخّي الحذرِ الشديد، و اتباعِ أقصى درجات الحيطة والحذر فيما يتعلّق بمرض الكوليرا وخاصةً بعد تسجيلِ عشرات الإصابات والعديد من الوفيات في مناطقَ مختلفة من سوريا.

ولفت الفريق إلى أنَّه لم يتمَّ حتى الآن الإعلان أو تسجيل أيّ حالة في الشمال المحرَّر، إلا أنَّ الوضعَ في المنطقة مهيأ بشكلٍ خاص لانتشار المرض.

وأكّد على أنّ تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشارِه، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرّض حالتُهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقصِ الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئاتُ المخيمات، إضافةً إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف والذي يعتبرُ عاملاً لتفشّي الأمراض.

وشدّد “منسقو الاستجابة” على أهمية تضافرِ الجهود مع المطالبة بتحرّك المجتمعِ الدولي والأممي، وبشكلٍ خاص المنظمات الصحية المعنية، للقيام بدورها المطلوب، وتوفيرِ الإمكانات اللازمة لمنع انتشارِ المرض بشكلٍ فوري.

وطلب الفريق من سكان المخيمات، اعتمادَ الإرشادات الصحية والإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشارِ المرض داخل المخيّمات تحديداً، في ظلِّ ما تعانيه هذه البيئة الفقيرة التي ترزح تحت أعباءٍ معيشيّة وصحية قاسية.

كما طلب من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة التحرّكَ بشكلٍ عاجل لاتخاذ إجراءات الوقاية من مرض الكوليرا ضمن المخيّمات.

وفي وقتٍ سابق أكّدت الأمم المتحدة على أنَّ تفشّي الكوليرا في سوريا “يمثّل تهديداً خطيراً على الناس في الدولة التي مزّقتها الحربُ والمنطقة”، مطالبةً بتحرّك عاجلٍ لمنع وقوع مزيد من الإصابات والوفيات.

وأشار المنسّق المقيم للأمم المتحدة من أجل الشؤون الإنسانية في سوريا، “عمران رضا” إلى أنَّه بعد إعلانِ الجهات الصحية المختلفة في سوريا عن 5 وفيات و26 إصابةً بالكوليرا في محافظات مختلفة، يعتقد أنَّ مصدر العدوى هو شربُ الناس مياهاً غيرَ آمنة من نهر الفرات واستخدامُ مياهٍ ملوثة لري المحاصيل، ما أسفر عن تلوث الغذاء، وذلك بناءً على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية وشركاء.

وأوضح المسؤول الأممي، أنَّ الأمم المتحدة في سوريا تدعو الدول المانحة لتمويل إضافي عاجلٍ لاحتواء التفشي ومنعِه من الانتشار، وذكر أنَّه “ما زالت الكوليرا تهديداً عالمياً على الصحة العامة ومؤشراً على الظلم”.

وأشار رضا، إلى أنَّ الكوليرا مؤشرٌ أيضاً على نقص المياه الحاد في سوريا، ونوّه إلى أنَّ أنشطة إضافة الكلور لتطهير المياه تزايدت، كما تزايدت أيضاً جرعاتها في المجتمعات الهشّة والأكثر تضرّراً للحدّ من انتشار المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى