موسكو أبلغت الأمم المتحدة بعملية إدلب

أكّد المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري”، أنّ الحكم الحالي في سوريا “غير مقبول ومجرم ووحشي” وأنّ موقف الولايات المتحدة لم يتغير، كما كشف عن إبلاغ موسكو لواشنطن بالهجوم على إدلب، وأنّ الأخيرة ستصعد الضغط إذا استمر الهجوم العسكري.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحيفة الشرق الأوسط مع جيفري، أكّد فيها أنّ واشنطن طالبت كافة الأطراف بوقف الهجوم على إدلب، مشيراً إلى أنّ “النظام والروس متمسكون بالحلّ العسكري، وليس الحلّ السياسي، وهذا يعقّد الحل السياسي بموجب القرار 2254 الذي لم ينفّذ بسبب النظام وداعميه”، والذي وصف بـ”كارثة حقيقية”.

وأشار إلى أنّ الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يتعلّق بغايات منها محاربة داعش و “منع ملء الفراغ في شمال الشرق من أطراف أخرى، ودعم الحملة الإسرائيلية ضد عرض القوة الإيرانية في سوريا. والحيلولة دون وصول الأموال إلى النظام من أجل إعادة الإعمار، وإيقاف جهود النظام وروسيا لإعادة اللاجئين، وعرقلة إلى أقصى حدّ ممكن الاعتراف بالنظام السوري في الجامعة العربية وثنائياً، وإعداد برنامج عقوبات بالتنسيق مع الأوروبيين على النظام”.

وأضاف جيفري أنّ روسيا أبلغت بلاده الهجوم على إدلب “ وأنّه عمل محدود ردّاً على قصف هيئة تحرير الشام المتكرّر على قاعدة حميميم، أيّ كانت هناك هجمات على القاعدة الروسية لا نستطيع التأكد من ذلك، وإلى الآن فإنّ العملية محدودة، لكنها قتلت مائة شخص ودفعت عشرات آلاف النازحين، ويجب أن تتوقف”.

وتابع “الأمر المؤكّد أنّ النظام قال بوضوح إنّه لا يريد اتفاق سوتشي ووقف النار ويريد أخذ إدلب، ولم نرَ انخراطاً روسياً كاملاً سابقاً سوى بعض القصف، يبدو الآن أنّ الصورة مختلفة”.

وحول السؤال عن المنطقة الآمنة أجاب جيفري “إنّ المنطقة ستكون على طول الحدود التركية – السورية شرق الفرات، ولم نتفق بعد حول عمق المنطقة، لدينا رأينا ولتركيا رأيها وأعلنت ذلك”، مشيراً إلى أنّ المفاوضات لاتزال مستمرة بهذا الخصوص.

وكشف جيفري عن عدم وجود “سياسة لتغيير النظام بالنسبة إلى السيد الأسد، ما لدينا هي لغة القرار 2254 التي جاءت بقرار دولي وموافقة روسيا، تطلّب تغييرات في الدستور وانتخابات برعاية الأمم المتحدة وتغييرات في الحكم”، مشيراً إلى أنّ “الحكم الحالي غير مقبول ومجرم ووحشي”.

وأكّد أنّ الولايات المتحدة تريد التغيير، ومتمسكة به، ملمّحاً إلى أنّ سياسة بلاده “القائمة على الضغط لن تتغير” إلى أنّ تتصرف الحكومة “بطريقة مختلفة مع شعبها وجوارها، هذه هي السياسة، وليس تغيير شخص معين”.

وذكر جيفري أنّ بلاده تدعم الجهود الأممية في سوريا لتنفيذ القرار 2254، والذي لم يتحقّق “قبل 18 منذ بدء عملية آستانا، بسبب رفض النظام الدائم للتعاون مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجميع، هذا ليس مقبولاً مطلقاً”، منوّهاً إلى أنّ الولايات المتحدة ستواصل “إيجاد وسائل مختلفة للضغط على النظام وحلفائه إلى أن يقرّر النظام التعاون في العملية السياسية”.

كما شدّد على ضرورة أن يكون الحلّ سياسياً لاعسكرياً، والذي “يتطلّب تغيير سلوك النظام تجاه العملية السياسية وشعبه وجواره”، حيث ستستمر أميركا بالضغط “بكلّ الوسائل لتغيير الوضع”.

ونفى جيفري أن يكون لدى بلاده نيّة في التطبيع مع نظام الأسد، مؤكّداً على “وقف إعادة الشرعية”، مضيفاً “ترى سياستنا الأميركية في التنفيذ (التطبيق)، وفي إدلب سنصعّد الضغط إذا استمر الهجوم العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى