ناشطونَ بولنديونَ: “السياسةُ تسحقُّ” المهاجرينَ العالقينَ على الحدودِ بينَ بولندا وبيلاروسيا

استنكرت مجموعةُ “جروبا جرانيتسا”، وضعَ المهاجرين في المنطقة الحدودية بين بولندا وبيلاروسيا، وأشارت إلى أنَّ المهاجرين يلقون حتفَهم أو يظلّون عالقين في هذه المنطقة، بعد أنْ أصبحوا ضحايا للعبة سياسية تسحقهم.

“جروبا جرانيتسا” هي تحالف من النشطاء الذين يقدّمون المساعدة للمهاجرين الذين يحاولون عبورَ هذه الحدود منذ خريف 2021، بالتعاون مع المنظّمات غيرِ الحكومية والسكان المحليين.

وقال المتحدّث باسم التحالف، بيرتيك، إنَّه “ليس لدينا أيُّ فكرةٍ عن عدد الأشخاص الذين مازالوا محاصرين في هذه المنطقة المعزولة التي تفصل بولندا عن بيلاروسيا”.

وأكّد بيرتيك على أنَّ “الأزمةَ الإنسانيّة لا تزال مستمرّةً”، وسلّط الضوءَ على هذه القضية “المنسية”، التي حظيت مرّةً أخرى باهتمام الرأي العام بفضل فيلم “الحدود الخضراء”، للمخرجة البولندية أنيسكا هولاند التي نقلَ عنها موقع “برودجكت سنديكيت”، أنَّها حذّرت من “أنَّ السياسات العنصرية والمعادية للأجانب تجاه اللاجئين لا تمثل سوى بدايةٍ لشيء أكثرَ خطورة. إنَّهم ‘بيضةُ الثعبان’ التي يضرب بها المثل والتي لا يجرؤ أحدٌ على السماح لها بالفقس”.

واعتبر المتحدّث باسم التحالف أنَّ الجدارَ البالغ ارتفاعُه خمسةَ أمتار، والذي أقامته السلطاتُ البولندية، ويتمتّع بنظام مراقبة مشدّد، “أداةٌ للعنف والتعذيب تجعل عبورَ الحدود أكثرَ خطورةً”.

ووفقاً للتحالف، فإنَّ المنطقة المعزولة تضمُّ لاجئين ومهاجرين أفغان وسوريين وإثيوبيين وهنوداً، عالقون جميعاً في لعبةٍ سياسية واسعة النطاق، فمن ناحية أولى توجد بيلاروسيا بقيادة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي دفعَهم إلى عبور الحدودِ لزعزعة استقرار أوروبا، ومن ناحية ثانية يتّهمُ ناشطون بولندا بالردِّ الشرس عليهم، عبرَ عمليات صدّ عشوائية، وحدود مغلقة، وممارسة ضغوط على أيّ شخصٍ يقدّم المساعدةَ، ويصل الوضع إلى حدّ الترهيب.

ولفت إلى أنَّه عثر حتى الآن على 49 جثّةً هامدة في الغابة، التي تعتبر إحدى مواقع التراث العالمي لـ”اليونسكو”، ويعتقد العاملون في المجال الإنساني أنَّ مئاتِ المهاجرين واللاجئين مازالوا في عِداد المفقودين.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تمَّ إغلاقُ المنطقة بشكل أكبرَ، مع نشرِ حوالي 4 آلاف من قوات حرسِ الحدود، وحول ذلك قال بيرتيك، إنَّ “العذرَ هو وجودُ مرتزقة فاغنر في بيلاروسيا، لكنَّه في الواقع إثباتٌ للقوة لأغراض انتخابية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى