قاطنو المخيماتِ يعانونَ بسببِ الصقيعِ في إدلبَ
تفاقمُ موجة الصقيع التي تضرب شمال غرب سورية معاناة النازحين في المخيّمات المنتشرة على طول الحدود السورية التركية إلى الشمال الغربي من محافظة إدلب، مع افتقار كثير ممن في المخيمات العشوائية إلى وسائل التدفئة باستثناء عدد كبير من الخيم من دون عوازل حرارية تخفّف من وطأة الصقيع عليهم.
وعبّر مدير فريق “منسّقو استجابة سورية” محمد حلاج في تصريح صحفي لـ” العربي الجديد” عن أسفه لعدم توفّر أيِّ دعم وسط الصقيع الذي تتعرّض له المنطقة والبلاد، وقال إنّ حالة وفاة سُجّلت قبل يومين في أحد مخيمات بلدة كللي، شمالي إدلب، وشاباً آخر من ذوي الإعاقة توفي بسبب موجة البرد”.
ونوّه “حلّاج إلى أنّ قضية اليوم هي النازحون في الطرقات، هؤلاء في مشكلة كبيرة، إذ لا تتوافر أيّ جهة تستطيع تأمين المساعدات لهم، فيما لن يكونَ كافياً أيّ تمويل تقرّره الأمم المتحدة لهم, وأكّد حلّاج أنّ أحداً لن يتمكّن من تأمين متطلبات النازحين في ظلّ الوضع الصعب في محافظة إدلب، وفي حال بقاء الأحوال الجوية سيّئة نتوقّع وفيات إضافية بسببِ البرد في مخيمات النازحين.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أفادت عبر حسابها على موقع “تويتر” بأنّ إدلب تشهد أزمة حادّة وثمّة ثلاثة ملايين شخص عالقين، فيما نزح أكثر من نصف مليون آخرين في خلال الشهرَين الماضيين. وأضافت أنّ أكثر من 53 مرفقاً طبياً اضطرت إلى وقف نشاطها في خلال كانون الثاني المنصرم.
وأدانت المنظمة بشدّة ما وصفته بـ”الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي” المتمثلة بتدمير المنشآت الطبية أو استخدامها لأغراض عسكرية. وتابعت: “لا تغلق المستشفيات واحدة تلو الأخرى فحسب، بل إنّ النظام الصحي يتعرّض باستمرار للتهديد، سواء كان جوياً أو برياً”.
ويعتمد النازحون على كلّ ما يمكن إشعاله لتوفير الدفء. وكثيرون في مخيمات منطقة الريف الشمالي من محافظة إدلب يلجؤون إلى المواد البلاستيكية التي يجمعها الأطفال من مكّبات النفايات هناك، من أكياس وغيرها.
وفي إدلب، انخفضت درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية تحت الصفر، وثمّة توقّعات بتراجع أكبر إلى خمس درجات مئوية تحت الصفر اليوم, لذلك فإنّ الوضع مأساوي بالنسبة إلى النازحين في المناطق الشمالية من ريف إدلب، خصوصاً في المخيمات العشوائية. ويُذكر أنّ برك المياه تجمّدت في المخيمات، كذلك الأمر بالنسبة إلى المياه في الخزانات، وتزداد المخاوف من وقوع وفيات بين الأطفال حديثي الولادة في الوقت الحالي، في غياب وسائل التدفئة لدى العائلات النازحة التي يكتفي عدد كبير منها بأغطية لا يمكن أنْ تقيَهم البرد القارس.
تجدر الإشارة إلى أنّ عددَ المخيمات في مناطق الشمال السوري تجاوز 1250 مخيماً، من بينها نحو 225 مخيماً عشوائياً لا تصل إليها المساعدات الإنسانية، ويعيش النازحون فيها حالياً وسط ظروف قاسية مع الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة، وثمّة مخاوف من كارثة إنسانية جديدة في حال تواصل العمليات العسكرية في إدلب.