نظامُ الأسدِ يستولي على منازلِ المهجّرين قسراً ويمنعُ الخدماتِ عن قريةِ العبادةِ بغوطةِ دمشقً الشرقيةِ
يستمر نظام الأسد بالانتهاكات الممنهجة على المدنيين القاطنين بمناطق سيطرته من قتلٍ وسلبٍ ونهبٍ، ولم يسلمْ منه المهجّرين من تلك المناطق فقد قام بأخذ ممتلكاتهم واتخاذ بعضِها مساكنَ لعائلات الضباط، وأخرى حُوّلت لمقار عسكرية، وفيلات للاصطياف، ومقار لدوائر رسمية.
ونقل موقع “سيريا ريبورت” عن مصدر أهلي في قرية العبادة بغوطة دمشق الشرقية أنّ اختيار المنازل لم يكن عبثياً، إذ شكلّ المجلس البلدي في العبّادة لجنة لتقسيم المنازل وفقاً لخلفية أصحابها السياسية، وعلى هذا الأساس، رُقّمت المنازل التي غاب أصحابها الأصليون، باستخدام لونين، اللون الأزرق لترقيم المنازل التي هُجر أصحابها إلى الشمال السوري وتركيا وللمنشقين عن الجيش والشرطة والوظائف الحكومية، في حين رُقّمت المنازل التي لجأ أصحابها إلى لبنان والأردن، ومن غيرِ الملاحقين أمنياً باللون الأحمر.
وعاد إلى العبادة حوالي 250 عائلة من أصل 8 آلاف شخص قبل العام 2011، حيث هُجّرت 1450 عائلة إلى الشمال السوري، في حين أنّ 300 عائلة وجدت طريقها إلى خارج سوريا.
ويعاني سكان البلدة من تشديد أمني كبير على سكانها، لمنعهم حتى من التواصل مع أقاربهم المهجّرين إلى الشمال السوري، ورغم صغر حجم البلدة إلا أنّه يوجد فيها خمسة حواجز رئيسية، ومقرّات عسكرية، وتحيط بها ثكنات عسكرية.
وبعد عودة بعضِ الأهالي إلى العبادة، وجدوا جميع منازلهم وممتلكات المؤسسات الحكومية والخدمية في البلدة “مُعفّشة بالكامل”، إلى درجة أنّ من عاد من الأهالي اضطر لوضع القماش والبلاستيك، بدلاً من الأبواب والنوافذ، ولا يوجدُ كهرباء في البلدة، ولا شبكات مياه أو صرف صحي.