نظامُ الأسدِ يمنعُ أهالي حي جوبر بدمشقَ من العودةِ لمنازلِهم

يستمرُّ نظامُ الأسدِ بمنعِ أهالي حي جوبر، الذي تعرّض لدمار بالغٍ أثناء حصارِ النظام للغوطة الشرقية، من العودةِ إلى منازلهم بسبب إجراءاتٍ يتّبعُها النظامُ لتنظيم الحي وهدمِ المنازل المدمّرة فيه، وذلك بعد تهجيرِ سكان الحي منذ حوالي 3 أعوام.

ووفقاً لما تحدّثت به مصادرُ من أهالي الحي لموقع العربي الجديد، فإنَّ عودةَ الأهالي للحي لا تزال ممنوعةً حتى الآن، كما يمنع النظامُ السيارات من التوقّفِ في الطريق الذي يربط ساحة العباسيين بمدينة زملكا ويمرُّ بحي جوبر، حيث وضعَ على أطراف الطريق من الجانبين سواترَ إسمنتية حتى لا يفكر أحدٌ بدخول الحي.

وأشارت المصادر، إلى أنَّ البلدية بدأت بتنظيم الأحياءِ القريبة من القابون، وهي تجرف الردمَ وتنظّفُ الطرقات، لكن لم يعدْ أيٌّ من سكان الحي إليه.

موضّحةً أنَّ محافظة دمشق التابعة للنظام أعلنت منذ مدّةٍ عن مخطّطٍ تنظيمي جديد لحي جوبر، وعُرضَ بحيث يمكن للأهالي الموافقةُ عليه أو الاعتراضُ، وبعد التنظيم سيتمُّ توزيعُ الأملاك على سكانه بشكلِ أسهمٍ، وذلك بعد حسمِ نحو 20 بالمائة من قيمة العقارات كأجور تنظيم.

وأضافت المصادر أنَّ الأهالي يسعون الآن للحصول على ورقةِ الطابو الخاصةِ بمنازلهم في حي جوبر حتى يضمنوا حقوقَهم.

وأشارت إلى أنَّ الكثير من أبناء الحي الذين هُجّروا ليست معهم أوراق طابو خاصةٌ بمنازلهم وما يملكون في الحي، ويشترط النظامُ حالياً وجودَ موافقة أمنيّة من فرع المزّة حصراً، وهو فرع خاص بالمخابرات الجوية، لمن يريد أنْ يوكّلَ أحدَ أقاربه للحصول على أوراق الطابو.

في المقابل يخاف الكثيرون منهم من التوجّه إلى الفرع للحصول على الموافقة الأمنيّة، خوفاً من الاعتقالِ من قِبل نظام الأسد، كونَ من يراجع فرعَ المزّة قد يُعتقلُ بذريعة وجودِ أقاربَ له في الخارج أو بالمناطق المحرٍرة شمالَ سوريا أو الفرارِ من خدمة الوطن كما يدّعون، وهذا ما يمنع معظمَ أهالي الحي من الحصول على أوراق تثبتُ ملكياتِهم وأوراق الطابو.

وتابعت المصادرُ، “هناك خوفٌ دائمٌ من أنْ تُسلبَ أملاكنا في الحي منّا، وهذا جعل محامين نافذين في نظام الأسد يسهّلونَ عملياتِ بيعِ المنازل بالتنسيق مع سماسرة، حيث يتمكّنُ هؤلاء من تحصيل كافةِ الأوراق المطلوبة للبيع لقاءَ مبالغَ باهظة.

ويقع حي جوبر إلى الشمالِ الشرقي من العاصمة السورية دمشق، وهو من أقربِ أحيائها لساحة العباسيين، وتعرّض لدمار بالغٍ خلال فترة حصارِ نظام الأسد للغوطة الشرقية التي يعتبر الحيُّ بوابةً لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى